/ صفحة 376/
في الإنسانية، تلك الدرجة التي فطر الله الناس عليها الا جشع الاقوياء وحب الحكم والسيطرة والاستئثار.
وما دام الناس في هذا الزمن سادة وعبيداً، أغنياء وفقراء، فلا أمل في السلام ولا أمل في راحة الإنسان، ونعيم الإنسان، وسيبقى العالم شقياً حائراً مادام هذا الظلم سائداً في الكون، وسيقوم العبيد أي المستعبدون بالانتقام، ويؤذون أنفسهم لايقاع الاذى بظالميهم، يترقبون الفرص ولو بايعاز الاقوياء ضد الاقوياء ولو أوذوا فيما يعتزون به ويحرصون عليه من مال ومتاع، رغبة في الانتقام من أولئك الظلمة المستبدين.
نريد ما يريده كل عاقل شريف، وهو أن يكون الناس في هذه الأرض جماعة انسانية، يأخذ القوى فيهم بيد الضعيف، ويساعد الغنى فيهم الفقير، وتتضامن الإنسانية لرفع شأن الإنسانية، واستغلال ما وهبه الله اياها في هذه الدنيا، وبغير هذا لا سعادة ولا سلام، بل الويل لنا جميعاً مما ظلمنا به أنفسنا، والله لا يهدى القوم الظالمين.