/ صفحة 58/
فضل المسجد على الثقافة الإسلامية
لحضرة الأستاذ عبدالوهاب حموده
أستاذ الادب الحديث بكلية الاداب بجماعة فؤاد الأول
-2-
قد بينا فى مقالنا السابق بعض آثار المسجد فى الثقافة الإسلامية عصر النبوة والان نتمم الحديث، ثم ننتقل إلى الكلام على ذلك الفضل فى العصور التى تلت عصر النبوة.
لقد اتخذ من المسجد في عصر النبوة ميدان للتدريب العسكرى والتمرين الحربى استعدادا للجهاد دفاعا عن الدين، فإن منفعة ذلك عائدة على نصرة الحق وحماية الدعوة الصالحة، أليس يقول القرآن: ((و أعدوا لهم ما استطعتم من قوة)) .
ففى الصحيحين عن عائشة رضي الله عنها جاء حبش بحرابهم يلعبون في يوم عيد في المسجد فدعانى (صلّى الله عليه وآله وسلّم) فوضعت رأسى على منكبه، فجعلت أنظر إلى لعبهم حتى كنت أنا الذي أنصرف عن النظر إليهم، قال الحافظ ابن حجر: إن لعب الحبشة بحرابهم كان للتمرين على الحرب، والتدرب على القتال.
وكان (صلّى الله عليه وآله وسلّم) يحث أصحابه على تعلم الرمى بالنبال في المسجد ليكونوا دائما على استعداد لعدوهم، ويتحدوا في آلات حربهم، فلو كان فعل الحبشة مجرد لعب لنهاهم عليه الصلاة والسلام عن ذلك.
وكان المسجد يتخذ دارا للقضاء، ومكانا لاقامة العدل، وموطنا لتنفيذ