/ صفحة 90/
علمياً طاهراً نقياً لايدعوا إلى الخصومة، ولا يورث الحقد والبغضاء بين المتخالفين يجب اليوم أن نتحد ونتعاون لبناء الوحدة التي أرادها الله والامة التي شهد الله لها بالخير، وأن نبرز الاخوة الإسلامية في أجلى مظاهرها، وقد أمرنا الله بالمحافظة عليها، وأنذرنا عواقب تركها، وأن نعمل بقلوب مخلصة على انقاذ الكيان الإسلامي من الاستعباد، ونقيم الدولة التي تحمى العقيدة، وتؤدى رسالتها لخير الإنسانية.
يجب أن نعمل جاهدين على توحيد القلوب في الاجيال الحاضرة بالدعاية وبكل وسائلها، وفي الاجيال المقبلة بالتعليم وعلى الخصوص في المعاهد الدينية الإسلامية، وهنا تتجلى مهمة القائمين عليها في هذا الأمر وما يجب عليهم من انتقاء الكتب وتطهيرها من لوثة الخلاف المفرق، والجدل والاتهامات التي تورث الاحقاد بين أهل الدين الواحد الموحد، وأن تلهم الذين وكل إليهم أمر تربية هذا الجيل أن ينشئوه على التسامح وسعة الصدر واحترام الاراء، وتقدير العقائد، وان الدين الإسلامي الذي أمرنا أن نحسن ونقسط ونبر بأهل الاديان الاخرى، لا يمكن، بل لا يسمح لنا أن نكون حربا على اخواننا في الدين، وهذا التوجيه يكون له بدون شك الاثر الفعال في البعث الإسلامي الجديد الذي أصبحنا نلمسه في وعى المسلمين العام، وحسن اتجاه كثير من قادتهم.
وانى كما ابتدأت هذا الحديث بكلمة الامير الوزير اليمنى أختتمه بكلمة الزعيم الإسلامي العظيم أبي القاسم آية الله الكاشانى التي سمعتها منه في مجلس جمعنى واياه بدمشق، وقد سأله أحد الحاضرين عن رأيه في الخلاف بين السنة والشيعة، وكان الحاضرون في هذا المجلس عددا كثيرا من الطائفتين، وظن السائل أنه أحرج الزعيم بهذا السؤال ولكنه أفحمه إذ قال له: أنا مسلم، لا أعرف الا الإسلام الذي جاء به محمد من عند ربه وهو الذي يجب أن يتحد عليه المسلمون، أما ما عدا ذلك فلكل أن يحتفظ بما عنده لنفسه، وان كل المسلمين يجب أن يتحدوا اليوم لمقاومة الاستعمار بقلب رجل واحد، وأن يعتصموا بحبل الله كما أمرهم الله، وألا يتفرقوا، فحالة المسلمين أخطر مما نتصور ووجوب اتحادهم للانقاذ والخلاص هي أو كد من كل شيء الآن.
تلك هي آرائى التي اكتسبتها من مدرسة القرآن.