/ صفحه 150/
بين قحطان وعدنان
لحضرة صاحب الفضيلة الأستاذ الشيخ عبدالجواد رمضان
يطبق المؤرخون، على أن الجزيرة العربية. كانت موطناً لقحان، التي كانت تنزل اليمن أصلا; ولعدنان، التي كانت منازلها في الشمال، ولم يكن الشعبان على حظ واحد من الحياة، بل كانت اليمن ذات حضارة تعقد لها دائماً لواء الفخر على عدنان كلها، وتبسط سلطانها السياسي ـ مع ذلك ـ على بعض قبائلها; مما جعل الجزيرة مسرحا لاحداث سياسية بين الجذمين، أشعلت جذوة الأدب، وأطلقت السنة الشعراء، وتركت آثارها في الشعر، إلى أوائل القرن الخامس الهجرى; وما تزال مائلة فيه إلى اليوم.
و أبرز هذه الاحداث، انفصال عدنان عن قحطان، في القرن الخامس الميلادى على يد كليب بن ربيعة: لما ولى صاحب اليمن زهير بن جناب الكلبي على ربيعة، فأرهقهم وسامهم الخسف، فدسوا عليه رجلا فانكا من بني تيم الله; يسمي زيابة، طعنه وهو نائم، طعنة ظنها قاتلة ولكنها لم تصب منه مقتلا، فاحتال زهير حتى نجا; ثم جمع لهم اليمن وهزمهم; وأسر كليب ومهلهلل، وآخرون من وجوه ربيعة; وفي ذلك يقول زيابة:
طعنة ما، طعنت في غسق الليل * * * زهيرا، وقد توافى الخصوم
حين يحمي له المواسم بكر * * * أين بكر، وأين منها الحلوم؟(2)
خانني السيف إذ طعنت زهيراً * * * وهو سيف مضلل مشؤم