/ صفحه 222/
بل أدخل معظم الشعوب، وإن ظلاله لينبسط يوما فيوما على أفريقيا وآسيا، بينما المبشرون لغيره ينظرون ولا يستطيعون سيئا) وقال عبد الرحمن روسلر الالماني يصف حيرة شبابه واضطرابه في ألمانيا ما نصه: (فترى الشباب في شك وريب، وعامة الناس بين أمرين، إما أن يرجعوا إلى الاراء والتقاليد المهجورة التي تمجها طباعهم ولا يعتقدونها أو يبتعدوا عنها، وليس باستطاعة هؤلاء إيجاد نظريات جديدة موافقة لمقتضيات العصر الحاضر إلا أن يتوسلوا بالنظم والقوانين الإسلامية.
و قال الكاتب الفيلسوف برنارد شو: (لقد وضعت دائماً دين محمد موضع الاعتبار السامي، لسبب حيويته المدهشة، فهو الدين الوحيد الذي يلوح لي أنه حائز أهلية الهضم لاطوار الحياة المختلفة بحيث يستطيع أن يكون جذاباً لكل جيل في الناس، ولقد تنبأت بأن دين محمد سيكون مقبولا لدى أوروبا غداً، بل قد بدأ يكون مقبولا لديها منذ اليوم).
ولقد أدرك في ا لقرن التاسع عشر مفكرون مخلصون أمثال (كارليل) و(جون) و(جيبون) القيمة الذاتية لدين محمد (صلّى الله عليه وآله وسلّم)، وهكذا وجد تحول حسن في موقف أوروبا في القرن الراهن، تقدمت في هذا السبيل كثيراً، فبدأت تعشق عقيدة محمد، وفي القرن التالى ذهبت إلى أبعد من ذلك، فاعترفت بفائدة هذه العقيدة في حل مشاكلها، فبهذه الروح يجب أن تفهموا نبوءتي، وفي الوقت الحاضر كثيرون من أبناه قومى ومن أهل أوروبا قد دخلوا في دين محمد حتى ليمكن أن يقال إن تحول أوروبا إلى الإسلام قد بدأ.
استعرضت بعض شهادات فلاسفة الغرب المخلصين الذين أدركوا أن لا مناص عن التمسك بأهداب الدين الإسلامي ما دام يكفل لهم حياة هادئة ملؤها النور والخير والجمال، راجياً من وراء ذلك أن يتفهم شبابنا المثقف جوهر الدين، ويطمئن باللباب، ويعزف عن بهرجة المظاهر الخداعة، وعن الاساليب الملتوية التي لا تجدى نفعا، والله الموفق؟