/ صفحه 398/
الياس ـ الباسين:
للقراء في الياس والياسين روايات متخالفة، ولسنا في مقام دراسة استيعابية بل في خلاصة اجمالية تلزمنا أن نقف عند
قراءة الاكثر التي يقرأها عامة الناس، على أن القراءات مع الاختلاف كلماً أو لهجة أو حركة تئول إلى هدف واحدفي المعنى، وذلك تيسير من الله على عباده المؤمنين.
قرأ الاكثر إلياس والياسين بقطع الهمزة فيهما مع كسرها فاختلف نظر المفسرين بناء على الاختلاف بين الاسمين في مستهل قصة هذا الرسول ونهايتها كما رأيت، فجمهور المفسرين على الاتحاد بين الاسمين، وأنهما علما شخص لمسمي واحد هو الرسول (عليه السلام) وقلتهم على التغاير بينهما، وأن الأول هو العلم الشخصي للرسول، والثاني جمع مذكر سالم لهذا العلم على أحد اعتبارين سيأتي الكلام عليهما، وهاك تفصيل ا لقولين.
جمهور المفسرين:
ومن أوائلهم ابن جرير الطبرى في تفسيره الكبير (كتاب جامع البيان في تفسير القرآن) فإنه بعد بيان أن القراءة السابقة التي اعتمدت مجالا لمثار الرأيين هي قراءة العامة وأنهاأصوب من غيرها من القرءات الأُخرى قطع يجزمه إلى تصويب الاتحاد بين الاسمين ناقلا عن غيره الرأي السديد في الياسين فيقول: (و يقول إنه كان يسمى بأسمين إلياس وإلياسين مثل إبراهام وإبراهيم ويستشهد على أن ذلك كذلك بأن جميع ما في السورة من قوله سلام، فإنه سلام على النبي الذي ذكر دون آله، فكذلك الياسين إنما هوسلام على إلياس دون آله....
ونظير تسمية إلياس بإلياسين قوله، وشجرة تخرج من طور سيناء، ثم قال في موضع آخر وطور سينين وهو موضع وحد سمى بذلك.
ثم يقول على هذه القول، ويتلمس وجه التغاير بين اللفظين من بعده جار الله الزمخشرى في كشافه إذ يقول: "و قرىء على الياسين.... على أنه لغة في الياس... ولعل لزيادة الياء والنون في السريانية معنى".
فها أنت ذا تراه أعتبرهما علماً شخصياً وترجي في ذيل عبارته أن تكون