/ صفحه 403/
و في حديث زيد بن ثابت رضى الله عنه هؤلاء المحمدون بالباب)(1)

ـــــــــــ
1- المفصل: باب العلم.

و لم يفت الزمخشرى في كشافه رعاية ما دونه في مفصله، فيقول مؤيداً رأيه السابق، مفنداً الاخر بعد صحة اعتباره على قراءة وصل الهمزة إذ لا مانع منه معها وليس حديثا معها أما على قراءة قطعها وهي التي نتكلم عنها فلا. مانصه: (فإن قلت فهلا حملت على هذا إلياسين على القطع، قلت لو كان جمعاً لعرف بالالف واللالم).
و يشاكله أبو السعود فيقول حاكياً بصيغة التمريض لهذا الرأي مع الدفع له باحرف (و قيل هو جمع له أريد به هو وأتباعه، كالمهلبين والخبيبين، وفيه أن العلم إذا جمع يجب تعريفه كالمالين) وهذه عبارة البيضاوى بنصها وفصلها، ونقل أبو حيان في البحر ما ذكره الزمخشرى، ويشير إلى كل ما سلف الالوسى، ولا حاجة إلى نقل ما في كتب المفسرين، إذ أنها تصمد إلى هدف واحد هو الرأي الصحيح، ويحلو لي أن أضم إلى مافات مختتما به ما قاله ابن منظور في اللسان مادة (ليس) ومن قرأ على إلياسين فعلى أنه جعل كل واحد من أولاده أو أعمامه إلياسا فكان يجب على هذا أن يقرأ على الالياسين.
صفوة القول في إلياس ـ إلياسين:
إلياس بقطع الهمزة وكسرها علم شخصي اعجمي، وإلياسين كذلك، وليس جمعاً لالياس، ولا إلياس نفسه بعد قلب فتحته كسرة مع زيادة ياء ونون، وإنما هو لغة ثانية في الاسم، هدانا الله سواء الصراط وألهما الصواب.
قلت أحمد إليك الله على ما جلوت من عرفان في هذا الموضوع ذى الشأن وقد أطمعنى النهم العلمى في التقدم إليك استزادة في الحديث عن إلياس،فانه سمى به جد النبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم)، فهل يعد هذا العلم معرباً وتقطع همزته وتكسر كإلياس علم الرسول، والظن أنه لا يمائله، ولكني أتريث حتى تكشف لنا عن حاله.