/ صفحه 407/
"أنباء الغيب" (1) وننائج التأريخ، عبراً تأخذ بأعناق قومه إلى الاستقامة والايمان وعاد من تلك الانباء مثل ما جاء مقصوداً لذاته كي يتخذ منه موضوعا مستقلا، وإنما جاء شاهداً من شواهد الحياة في معرض التحذير من العصيان، والاغراء بالطاعة، أو جاء ـ بعبارة أخرى ـ مشهداً من مشاهد العرض التاريخي في رواية الحياة.
و مع ذلك فقد تواتر حديثه العميق المحمل على إبراز ملامحها، وتحديد أهم العناصر التي يحتاج إليها باحث يريد أن يؤرخ لعاد، فحدد زمانها، وحدد مكانها، ووصف طبيعة أرضها، وموارد عيشها، وقوتها وفنها العمراني، وثقافتها الزراعية والحيوانية، ثم صور كارثتها في ضبط حسابي دقيق.
و إليك صوراً من حديثه عنها كمستندات في هذه الخطوط الجوهرية من حياتها:
زمانها:
"ألم يأتكم نبأ الذين من قبلكم قوم نوح وعاد وثمود الذين من بعدهم لا يعلمهم إلا الله. جاءتهم رسلهم بالبينات فردوا أيديهم في أفواههم وقالوا: انا كفرنا بما أرسلتم به. وإنا لفي شك مما تدعوننا إليه مريب" سورة إبراهيم.
"و أنه أهلك عاداً الأولى، ـ النجم ـ والأولى: القديمة خلافاً لوهم القدماء الذين رأوا عاداً ثانية، إذ ظنوا (الأولى) عدداً. على حين أنها وصف.
"و إلى عاد أخاهم هوداً، قال يا قوم اعبدو الله ما لكم من إله غيره أفلا تتقون". "أوعجبتم أن جاءكم ذكر من ربكم على رجل منكم لينذركم، واذكروا إذ جعلكم خلفاء من بعد قوم نوح. وزادكم في الخلق بسطة، فاذكروا آلاء الله لعلكم

ـــــــــــ
1- "تلك من أنباء الغيب نوحيها إليك ما كنت تعلمها أنت ولا قومك من قبل هذا فأصبر أن العاقبة للمتقين" سورة هود.
تفلحون" الاعراف.

ألم يأتهم نبأ الذين من قبلهم قوم نوح وعاد وثمود، وقوم إبراهيم وأصحاب مدين والمؤتفكات أنتهم رسلهم بالبينات" التوبة.