/ صحفة 190 /
المعاد، بل من أجود السبل لتثبيت المعلومات أن تعرض في ثلاث صور: اجمالية فتفصيلية، فاستنتاجية، وقد عرضنا الأولين، فبقى أتباعا للطريقة المثلى ذكر خلاصة هي المقصد الحقيقي والتي يحسن أن نكون على ذكر منها، لأنها الهدف والغرض، فهاكها:
فذلكة ما فات في الكلمات الثلاث:
(الياس) النبي صلى الله عليه وآله وسلم علم أعجمي مقطوع الهمزة مكسورها، ممنوع من الصرف للعلمية والعجمة، ولا يصح الترديد فيما اشتق منه هذا العلم بعد اعتباره عجميا، لأن هذا خلط ووهم، إذ بعد العجمة لا معنى لاشتقاقه من كلمات عربية، ويرحم الله ابن السراج إذ نبه محذراً من ارتكاب مثل هذا التخبط بضرب مثل ترى منه البعد الذي يحيل مثل هذا فيما بين العجمي والعربي. نقل الجواليقي: (قال ابن السراج في باب ما يجب على الناظر في الاشتقاق: مما ينبغي أن يحذر منه كل الحذر أن يشتق من لغة العرب لشيء من لغة العجم فيكون بمنزلة من ادعى أن الطير ولد الحوت)(1).
(الياسين) علم ثان للنبي صلى الله عليه وآله وسلم يساوق العلم السابق في كل ما قيل فيه بحذافيره، فهو لغة ثانية فيه بزيادة ياء ونون.
(الياس) بن مضر علم عربي منقول عن المصدر، وال فيه للتعريف، ويصرف ان خلا من ال والاضافة، ويجوز تخفيف الهمزة فيه بقلبها ألفا لما هو معروف في الصرف، وبعد تخفيفه يشترك مع العلم الأول للنبي فيما عدا (أل).
فماذا ترى في هذه الفذلكة؟ عسى ألا تنساها، فخير العلم ما حوفظ عليه، وخير ما حوفظ عليه ما حفظ، وخير ما حفظ ما حوضر به.
قلت: لله أنت، وهل يند عن ذهني ما تجود به من بيان في هذه المعلومات

ــــــــــ
(1) مقدمة كتاب العرب ص 3 وما بعدها طبع دار الكتب.