/ صحفة 349 /
بسم الله الرحمن الرحيم
كلمة التحرير
بارقةٌ من بوارق الأمل أحِبٌّ أن أسجلها وأسجلَ معها معنى أثارته في نفسي: فأما البارقة فهي ذلك الروح الجديد الذي نراه يسري الآن في آفاق الأمة الإسلامية، روحُ التعارف بعد التناكر، والتشاور بعد التدابر، وتوثيق ما وهن من أواصر المحبة والأخوة بين شعوب دينُها واحد، وربُّها واحد، وكتابها واحد، وقد حمّلها الله في هذه الحياة أمانةً مشتركة لا تؤدَّي إلا بالتعاون والتآزر، هي دعوة الناس جميعاً حيثما كانوا إلى الخير والصلاح، وتبليغ رسالة الإسلام إلى كل ذي عين تبصر، وعقل يفكر.
وعزيز علينا أن نصف هذا الروح بأنه جديد، ونحن نعرف أنه روح الإسلام الاصيل، والعنصر الأول في كيان الأمة الإسلامية وبقائها عزيزة كريمة، ولكن عهد المسلمين بالقطيعة والوقيعة قد طال حتى صار من الجديد فيهم أن يتقارب شعبان، أو يتزاور عاهلان، أو يتشاور قائدان، أو يتذاكر على الخلاف في الرأي عالمان، وحتى أصبح من بوارق الأمل أن يعلو صوت الدعوة إلى الألفة والوحدة صادراً من القادة الرسميين، بعد أن كان لا يصدر إلا من الأفراد أو الجماعات التي ليست لها سلطة التنفيذ.
إني أتفاءل بهذا الروح، وأراه خطوة تقدمية في سبيل استعادة مجد الأمة الإسلامية، واتجاهاً صحيحاً في الطريق المستقيم الذي يجب علينا دائماً أن نسير فيه.
وأما المعنى الذي أثارته هذه البارقة في نفسي، فهو أننا عشنا دهراً طويلا نرى القادة والزعماء وأهل الرأي يدعون إلى أئتلاف بعض الشعوب تحت ظلال العنصرية والجنسية، أو باسم المصالح الإقليمية المشتركة، وكان من ذلك فكرة