/ صحفة 35 /
سعي قديم في توحيد المذاهب
لفضيلة الاستاذ الجليل الشيخ عبد المتعال الصعيدي
الاستاذ بكلية اللغة العربية
قد يشتبه على بعض الناس الفرق بين ما تسعى إليه الآن جماعة التقريب بين المذاهب الإسلامية، وبين سعي قديم لعبد الله المأمون سابع ملوك العباسيين في توحيد هذه المذاهب، ويظن أن الأول مثل الثاني أمنية لا يمكن تحقيقها، لأن الاختلاف بين الناس أمر فطري فيهم، فقد خلقهم الله تعالى بعقول متفاوتة في الفهم، مختلفة في التكوين، وهذا إلى أن كثيراً من المسائل الدينية ليس من الضروريات التي لا تختلف فيها العقول، ولا تتعدد الأنظار، وكل هذا يدعو إلى الخلاف في مسائل الدين، ويجعله مما لا مندوحة عنه فيها، فإذا كان هذا شأن الخلاف في الدين، فانه يكون شأن المذاهب التي تتفرع عنه، ولا يكون هناك سبيل إلى توحيدها.
والحقيقة أن ما تسعى إليه الآن جماعة التقريب بين المذاهب الإسلامية غير ما سعى اليها فيها قديما عبد الله المأمون، فانها تسعى إلى التقريب بين أصحابها من الطوائف الإسلامية على النحو الذي في المادة الثانية من قانونها الأساسي لبيان أغراضها، وهذا هو بيان أغراضها كما جاء في هذه المادة:
(ا) العمل على جمع كلمة أرباب المذاهب الإسلامية (الطوائف الإسلامية) الذين باعدت بينهم آراء لا تمس العقائد التي يجب الايمان بها.