/صحفة 384/
معجزة محمد (صلى الله عليه وآله وسلم)
لحضرة العلامة السيد صدر الدين شرف الدين
صور ـ لبنان
سألني أحد الفضلاء:
هل للنبي محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) معجزة؟ وآذا ثبتت فلماذا لم تذكر في القرآن الكريم؟ ورغب إلى أن أجيب تحريراً كي يجاوز الجواب إلى قوم يفتنون بهذه المسألة.
القول في المعجزة لا تستو فيه عجالة، ولا يشبعه ارتجال، وقد كانت ((المعجزة)) وما تزال موضوعاً تختلف في فهمه العقول، وتتفاوت بتفسيبره الآراء، وتتباين في طرق تناوله الأبحاث.
والمتيقن منه أن المعجزة في الأديان أمر نسبي يتأثر أبعد التأثر بالزمان والمكان، ويتصل كل الاتصال بأوضاع المجتمع ومواضعاته، وبمستواه الذهني، ودرجته الحضارية، فإذا اتحد جوهره فلا معدي عن اختلاف مظهره وفق هذه الظروف والأقيسة.
ومن هنا كان لابد أن تتخذ معجزة محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) مظهراً آخر يختلف عن مظاهر معجزات الأنبياء السابقين، لا بد أن تتخذ المظهر الذي يحمل خصائص أمته، ويمثل ثورتها، ليميزها عن غيرها في طريق التطور والارتقاء.
كان مجتمع موسى ـ مثلا ـ مجتمعاً بدائياً يسيطر عليه السحر، وتفتنه الشعوذة، فكانت آيته (العصا) التي أبطلت السحر والساحر، ولقفت الإفك والآفك.