/ صحفة 426 /
موقف المسيحيّة الشرقية والغربية من الإسلام
في عهد النبوة
لفضيلة الاستاذ الشيخ عبد المتعال الصعيدي
الأستاذ بكلية اللغة العربية
توجد الآن دعوة لجمع كلمة والمسيحيين حتى يقفوا صفاً واحداً في وجه الشيوعية التي تحاول السيطرة على العالم، وتحارب الأديان جميعا، وفي مقدمتها دين المسيحية ودين الإسلام، لأنهما الدينان القويان اللذان يقفان الآن في وجهها، ويحولان دون اتنشارها في العالم.
وقد ظهرت هذه الدعوة إلى جمع كلمة المسلمين والمسيحيين في أوربا المسيحية أولا، بعد أن نال الإسلام والمسلمين من أذاها ما نالوا، وبعد أن اغتصبت البلاد الإسلامية، وعملت على إضعاف الإسلام بكل ما يمكنها من الوسائل، وعاملت أهله بسياسة غادرة لا تعرف معنى للوفاء، حتى كان جزاؤهم عندها على مشاركتهم غنيمة باردة لليهود، وكان عليها أن تحاول قبل هذه الدعوة إصلح سياستها مع المسلمين، لتقدم دليلا إخلاصاً بإخلاص، لأنه نشأ ديناً بريئاَ مسالما لا يضمو عداء لأحد من الناس، ولا لدين من الأديان، ولا سيما دين المسيحية التي يعدها أقرب الأديان إليه، وأدنى تسامحاً إلى تسامحه، لأنها لا تخلط بين الدين والجنسية كما تخلط اليهودية مثلا، فلا يكون في طبيعتها شيء من تعصب الجنسية، وتشبه في هذا إلى حد بعيد دين الإسلام، ولو لا المطامع السياسية لسارتا جنباً إلى جنب