/ صحفة 433 /
ظهوره، مؤثرة للإيمان بسياستها التي ورثتها عن الوثنية اليونانية والرومانية أكثر من الإيمان بسيحيتها، وأكثر من الإيمان بالله واليوم الآخر، ومن أكبر الأدلة على هذا ما ختمت به سياستها مع الإسلام فيعصرنا الحاضر، إذ انتزعت من أهله فلسطين فأعطتها لليهود، مع أن أهله يدينون برسالة المسيح (عليه السلام)، ومع أن اليهود لا يدينون بها، بل يدينون فيه بما يتورع القلم عن ذكره، فلا شك أن من يفعل هذا مع الإسلام وهذه منزلته من السميحية، لا يؤمن بها إيماناً صحيحاً، ولا يؤمن بالله واليوم الآخر إيماناً صحيحاً، لأنه لا يخشى حسابه فيه على هذا الظلم، وعلي تنكره لمسيحيته إلى هذا الحد.
فإذا أرادت أوربا أن تضع يدها في يد الإسلام، فلتعلم أن مصيبة الإسلام بها أقدم وأكبر ن مصيبته بالشيوعية، وأنها تغتصب من بلادها أكثر مما تغتصب روسيا، وأنها وروسيا سواء في المطامع السياسية، فالمبادئ الدينية والاجتماعية عندهما وسيلة لا غاية، ولا تزال مطامع أوربا فينا لعي ما كانت عليه، وال تزال مطامع روسيا الشيوعية فينا لعي ما كانت عليه في عهد روسيا القيصرية، والاسلام لا يضع يده الا في يد من يخلص لمبادئ التي هي مبادئ الحق والعدل، إخلاصاً صحيحاً.