/ صحفة 56 /
حياتنا بين الشرق والغرب
لحضرة الكاتب الفاضل الدكتور محمد البهي
أستاذ الفلسفة في كلية اللغة العربية
ـ 1 ـ
1 ـ الغرب له حضارة صناعية تمكن بها من الاستيلاء على منافع الطبيعة وتسخيرها في رفع مستوى معيشة الإنسان ورفاهيته، في يسر من جانب وبنفقات قليلة من جانب آخر، لو قيست بنتائجها وفائدتها في الحياة العملية الإنسانية، وكذلك إلى المجهود العقلي والفني في تصميمها وتنفيذها.
هذه الحضارة الصناعية تتمثل في صناعات كثيرة تقوم على الآلات الميكانيكية، وملاحظة نفر قليل من العمال الفنيين والمهندسين المتخصصين: فصناعات السفن، والسيارات، والطائرات، وقطارات السكك الحديدية، ومولدات الكهرباء، وأجهزة الرصد والاختبار، وآلات الطباعة، والسينما، والراديو، والتليفزيون، والموصلات السلكية واللاسلكية، وغيرها، هي من الآلات التي يكثر انتاجها، وتؤدى خدمات متنوعة لا يستطيع تأديتها المجهود البشرى العادي بوسائله المحدودة.
وللغرب بجانب ذلك صناعة كيماوية فائقة: كصناعة الأدوية، والمركبات العضوية وغير العضوية.