/ صفحه 289/
وسبيلنا في هذه الدروس أن نتحدث عن هذه الأقسام إن شاء الله تعالى بالقدر الذي يتسع له الوقت، مع إيثار ما هو أهم من غيره.
وليس الغرض الاستيعاب، ولكن فتح المجال أمام الطلاب، فعليهم أن يدخلوه بأنفسهم باحثين مستكملين، وبالله التوفيق.
1 ـ أسباب الاختلاف التي يشترك فيها الكتاب والسنة:
القرآن الكريم والسنة القولية جاءا باللغة العربية، وهذه اللغة كما قلنا لها خصائص في الوضع والاستعمال:
ففيها ألفاظ مترددة بين معان مختلفة، إما بسبب تعدد الوضع ـ أي أن اللفظ الواحد قد وضع لأكثر من معنى، أو التركيب الواحد قد يفهم بأوجه متعددة من الفهم ـ وإما لدوران التعبير اللفظي أو التركيبي بين الحقيقة والمجاز، أو بين المعنى اللغوي والمعنى العرفي.
وقد يعبر بالعام يراد به ظاهره من العموم.
وقد يعبر بالعام يراد به الخاص.
وقد يستفاد المعنى من اللفظ المنطوق وقد يستفاد معنى من وراء هذا المنطوق … إلى غير ذلك.
وقد عنى علماء الأصول ببيان ذلك، وبحثوا كلامه بحثاً دقيقاً، ووجد بين الباحثين خلاف في كثير منه ترتب عليه خلاف في الفهم والاستنباط، وتقرير الأحكام الفقهية.
1 ـ فمن هذا أن اللغة العربية قد تطلق اللفظ الواحد على أكثر من معنى، وقد يرد التعبير فيها صالحاً لأن يراد به أكثر من معنى، لذلك لابد للناظر الذي يصادفه مثل هذا أن يجتهد في تعرف المعنى المراد، ويلتمس ما يدله عليه ويجعله يرجحه.
2 ـ فمثلا لفظ " القرء ": تطلقه اللغة العربية على كل من الحيض والطهر، وفي ذلك يقول صاحب القاموس: " والقرء ـ ويضم ـ الحيض والطهر: ضد ".