/ صفحه 318/
ولقد ذكرني هذا العرض الذري على صفحات " رسالة الإسلام " وذكرتني مقالاتي الثمان التي أتينا على ذكرها بتلك المقالات التي جاوزت الأربعين التي نشرتها في مجلة الرسالة منذ أكثر من 15 عاما، حيث تابعنا وصف العالم من الذرة على ضآلتها إلى الكون على اتساعه وعظمه، أو تلك التي نشرتها في مجلة الكاتب المصري منذ أكثر من عشر سنوات حيث حاولنا أن نتفهم التفجير الذري الأول قبل أن تصلنا عنه النشرات العلمية، وحيث تناولنا بالبحث تارة نواة الذرة، وتارة ما يدور حولها من كهارب، أي الكترونات.
وأمس طالعت مقالي الأخير عن إيرين كوري فشعرت بالحنين لأن ألخص من جديد بعض الأحداث العلمية التي لم يتسع المجال لها عند كتابة هذا المقال، وهي الأحداث التي أدت في الواقع إلى التفكير في الطاقة الذرية والتعرف عليها، وقد تعمدت في الوقت ذاته أن تكون كتابتي هذه المرة لطائفة من المشتغلين بالعلم هم زملائي المهندسين، فعلى أكتافهم تسير العلوم الذرية من اليوم في طريق السلام، هذا الطريق الذي طالما تمنيناه، والذي يشعر به كل من تتبع مقالاتي العديدة عن الذرة، وتابع كتبي أو محاضراتي عنها، ولى من مقال اليوم غرضان:
الأول: شعوري أن الكثرة من زملائي المهندسين يفتقرون إلى معرفة الذرة لذا أعرض بعض المسائل الهامة التي أدت إلى التفكير في الطاقة الذرية، وأوضح المجال العلمي الذي وضع العلماء فيه أسسها السليمة.
الثاني: أن أحفز زملائي المنهدسين لا لمعرفة المواضيع الذرية فحسب، وإنما للعمل للذرة في سبيل السلام، فلا يتخلف زملاؤنا من أهل مصر والشرق عن ركب الحضارة، وأن يكون تعاونهم في هذا السبيل من أجل البناء والتعمير، لا بغرض الهدم والتدمير.
* * *
سأحاول إذن في هذه السطور أن أتابع مع زملائي المهندسين أهم نواحي الميراث العلمي في موضوع الذرة، ويقيني أننا نستعرض معهم أعظم ما ورثه