/ صفحه 357/
المجتمع القرآني
ـ 4 ـ
علاقة المسلمين بغيرهم في الحرب وفي السلم
لحضرة صاحب الفضيلة الأستاذ الجليل الشيخ محمد أبو زهره
وكيل كلية الحقوق بجامعة القاهرة
ـــــــ
1 ـ إن المتتبع لنصوص القرآن الكريم، والمأثور من الحديث النبوي الشريف يرى حقائق واضحة تسود معاملة المسلمين لغيرهم، وهي الحاكمة المميزة بين العمل الذي يقره الإسلام والعمل الذي لا يقره الإسلام في المعاملات الدولية ـ وتلك الحقائق خمس ـ: هي العدالة، والمعاملة بالمثل، والفضيلة، والوفاء بالعهد، ونصر الضعيف من غير نظر إلى جنسه أو لونه أو دينه، ويدخل في هذا الباب حماية الحريات الإنسانية وخصوصاً حرية الاعتقاد ومنع الفتنة في الدين، والاضطهاد لتحويل عقيدة الشخص قهراً غير مختار، حتى يكون التدين لله، والتدين الحر أساس لكل خير، وحماية من كل شر، ولنشر إلى كل واحدة من هذه الحقائق بكلمة معلمة وإن لم تكن مفصلة.
2 ـ (1) العدالة:
قامت كل علاقة إنسانية في الإسلام على أساس من العدالة، واعتبار الناس جميعاً سواء، وأنه لا تفاضل بينهم أمام الأحكام ـ وإن كان ثمة تفاضل في الأعمال وفي الجزاء عليها إن خيراً فخير وإن شراً فشر، وإن نصوص القرآن الكريم