/ صفحه 371/
يعكفون على أصنام لهم قالوا يا موسى اجعل لنا إلهاً كما لهم آلهة قال إنكم قوم تجهلون إن هؤلاء متبرٌ ما هم فيه وباطل ما كانوا يعملون " فبنو إسرائيل لم تجف أقدامهم من البحر الذي نجاهم الله منه وأغرق عدوهم فيه، حتى قالوا حين مروا على قوم يعكفون على أصنام لهم يا موسى اجعل لنا إلهاً كما لهم آلهة، ولكن نبيهم كان فيهم فوعظهم وبين لهم سوء ما يطلبون، قال: إنكم قوم تجهلون إن هؤلاء متبرٌ ما هم فيه وباطل ما كانوا يعملون.
هذا هو الموضع الأول. وثانيهما قوله تعالى: " وما أعجلك عن قومك ياموسى قال هم أولاء على أثرى وعجلت إليك رب لترضى، قال فإنا قد فتنا قومك من بعدكم وأضلهم السامري فرجع موسى إلى قومه غضبان أسفا، قال يا قوم ألم يعدكم ربكم وعداً حسنا، أفطال عليكم العهد أم أردتم أن يحل عليكم غضب من ربكم فأخلفتم موعدى، قالوا ما أخلفنا موعدك بملكنا ولكنا حملنا أوزاراً من زينة القوم فقذفناها فكذلك ألقى السامري فأخرج لهم عجلا جسداً له خوار فقالوا هذا إلهكم وإله موسى فنسى أفلا يرون ألا يرجع إليهم قولا ولا يملك لهم ضراً ولا نفعاً، ولقد قال لهم هرون من قبل يا قوم إنما فتنتم به وإن ربكم الرحمن فاتبعوني وأطيعوا أمري قالوا لن نبرح عليه عاكفين حتى يرجع الينا موسى قال يا هرون ما منعك إذ رأيتهم ضلوا ألا تتبعن أفعصيت أمري قال يبنؤم لاتأخذ بلحيتي ولا برأسي إني خشيت أن تقول فرقت بين بني إسرائيل ولم ترقب قولي قال فما خطبك يا سامري قال بصرت بما لم يبصروا به فقبضت قبضة من أثر الرسول فنبذتها وكذلك سولت لي نفسي، قال فاذهب فان لك في الحياة أن تقول لامساس وإن لك موعداً لن تخلفه وانظر إلى إلهك الذي ظلت عليه عاكفا لنحرقنه ثم لننسفنه في اليم نسفا إنما إلهكم الله الذي لا اله إلا هو وسع كل شيء علما، كذلك نقص عليك من أنباء ما قد سبق وقد آتيناك من لدنا ذكرا ".
تشير هذه الآيات إلى عبادة بني إسرائيل العجل حين غاب عنهم نبيهم موسى وأخلف فيهم أخاه هرون وأخرج لهم السامري عجلا جسداً له خوار فقال هذا