/ صفحه 129/

الخلق الإسلامي
لحضرة صاحب الفضيلة الأستاذ الجليل الشيخ محمد أبو زهره
وكيل كلية الحقوق بجامعة القاهرة
-2-
1-انتهينا في المقال السابق إلى تقرير حقيقتين، أولاهما: أن خلق الإسلام هو الاستقامة، وأن الاستقامة قد رسم الله سبحانه طريقها، وسماه الصراط المستقيم، والحقيقة الثانية: أن أول هذا الخط المستقيم هو الإخلاص، وقد وعدنا في مقالنا السابق أن نبين وسط ذلك الخط، وانتهاءه كما ذكرنا أوله وابتداءه.
وإن وسط ذلك الخط قول صادق وعمل صالح، وتآلف وتعاون وتآخ، ودفع أذى، ونصرة الحق أيا كان صاحبه، وإن تلك معان لابد من بيانها بفضل من القول، وبيان عناية الإسلام بتحقيقها وتوجيه المؤمن إليها بالإرشاد الحكيم، والهدى النبوى الكريم، والحكمة الإسلامية الرائعة.
2- ولنبتديء بمقام القول الصادق في هذا الخط المستقيم: إن الإخلاص وإن كان يجعل القلب تشرق فيه الحكمة - لا يستمر نوره إلا إذا زكاه القول الصادق، ونماه العمل، وسقاه الكلم الطيب، وأن الكلم الطيب يصعد إلى الله تعالى عاليا منيرا، ولذا قال تعالى: ((من كان يريد العزة فلله العزة جميعا إليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه، والذين يمكرون السيئات لهم عذاب شديد ومكر أولئك هو يبور)).و إن صلاح الأحوال في الدنيا ينبيء عن صلاح الأقوال والأعمال، ولا تستقيم الأعمال من غير صلاح الألسنة، ولقد قال سبحانه: ((يأيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم، ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزا عظيما)).
وإن الكلام الطيب يؤتي ثماره في ناحيتين، احداهما: أنه يقوى