/ صفحه 137/
إذا أديت صلح الدين والدنيا، وإذا ضيعت فسد الدين والدنيا، لذلك عظم الإسلام أمرها، وزن أداءها في قلوب الناس، قال النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): ((أفضل الجهاد كلمة عدل عند سلطان جائر)).
وكما زين أداء هذه الأمانة خوف من تضييعها، فقد ورد عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) أنه قال: ((والذي نفسي بيده لتأمرون بالمعروف ولتنهون عن المنكر أو ليوشكن الله أن يبعث عليكم عقابا منه، ثم تدعونه فلا يستجاب لكم)).
وعن عبادة بن الصامت رضى الله عنه قال: بايعنا رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) على السمع والطاعة في العسر واليسر، والمنشط والمكره، وعلى أثرة علينا، وعلى ألا ننازع الأمر أهله إلا أن تروا كفرا بواحا عندكم من الله تعالى فيه برهان، وعلى أن نقول بالحق أينما كنا لا نخاف في الله لومة لائم. وروى عن أبي مسعود رضى الله عنه أن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قال: ((ما من نبي بعثه الله في أمة قبلي إلا كان له من أمته حواريون وأصحاب يأخذون بسنته ويقتدون بأمره، ثم إنها تخلف من بعدهم خلوف يقولن ما لا يفعلون، ويفعلون ما لا يؤمرون، فمن جاهدهم بيده فهو مؤمن، ومن جاهدهم بلسانه فهو مؤمن، ومن جاهدهم بقلبه فهو مؤمن ليس وراء ذلك من الإيمان حبة خردل)).
وعلى رأس ذلك كله قوله تعالى:((ولتكن منكم أمة بدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر وأولئك هم المفلحون)) وقوله: ((ونجينا الذين ينهون عن السوء وأخذنا الذين ظلموا بعذاب بئيس بما كانوا يفسقون)).
وقد قال النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): ((الدين النصيحة الدين النصيحة الدين النصيحة، قيل لمن يا رسول الله؟ قال: لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم)) وقد عرف العلماء هذا الحمل الذي ألقى على كاهلهم، فكانوا يقومون بعبئه ولا ينوءون به، روى الحسن البصري أن عائدا بن عمرو دخل على عبيدالله بن زياد فقال: أي بنى إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: إن شر الرعاة الحطمة