/ صفحه 178/
قال أبو حيان: ((وينبغي أن يحمل هذا كله على التفسير، لأنه مخالف لسواد المصحف الذي أجمع عليه المسلمون)).
ثم انتقل (جولد تسيهر) إلى ما سماه ((مخالفات جوهرية)) حيث قال: 17/ المذاهب الإسلامية: ((وهناك أيضا تغيير في الكلمات جاء في بعض القراءات، ولكنه ليس من هذا النوع السهل الذي لا يرجع إلى تغيير جوهري، كالذي ذكرناه من المثل، وإنما هو تغيير يتناول القراءة المتواترة بمخالفة شديدة)).
ونحن نقول: إن الأمر أهون من كل ذلك، فما ساقه من هذه المثل الجديدة لا يخرج عن المثل السابقة، من أنها مخالفة قراءة شاذة لقراءة مجمع عليها، وخبر آحاد مخالف لخبر متواتر. ولا بأس أن نكرر هنا ما قلناه فيما سبق، من أن كل قراءة مخالفة لسواد المصحف العثماني فهي شاذة سواء أحدثت تغييرا جوهريا في المعني أم لم تحدث.
قال أبو عبيد في كتاب فضائل القرآن 82/1 الاتقان: القصد من القراءة الشاذة تفسير القراءة المشهورة وتبين معانيها وذلك كقراء عائشة وحفصة: ((حافظوا على الصلوات، والصلاة الوسطى صلاة العصر)).
وكقراءة ابن مسعود: ((والسارق والسارقة فاقطعوا أيمانهما)). وكقراءة جابر: ((فإن الله من بعد إكراهن(لهن) غفور رحيم)).
فهذه الحروف وما شاكلها قد صارت مفسرة للقرآن.
وقد جاء (جولد تسيهر) هنا بما لا يقبله مطلع حسن الطوية، سليم المنهج، واسع الاطلاع، وقد أخذ يهلل ويكبر في أنه وجد أن بعض القراءات بينها تناقض في المعنى واختلاف في التأويل لا يمكن الجمع بينها. وهذا ما سنبينه إن شاء الله في المقال الآتي.