/ صفحه 197/

شعر شوقي
للسيد الأستاذ حامد مصطفى
أستاذ الأدب العربي بالجامعة الأمريكية بالقاهرة
نريد بعون الله أن ندرس شعر شوقي ونبين ما له وما عليه متوخين العدل والإنصاف متجنبين التحيز والإجحاف وقبل أن نأخذ في دراستنا هذه ونتعرض لأشعاره بالنقد والتحليل نقول فيه كلمة إجمالية نستمليها من صورته المائلة في أذهاننا من النظر في شعره. وبعد الفراغ من هذه الكلمة نأخذ في إبانة النواحي والأغراض التي برز فيها وسبق غيره من الشعراء ثم نتصدى بعد ذلك لما عسى أن يكون في شعره من الضعف، والله الهادي إلى سواء السبيل.
منذ أربع وعشرين سنة هوى الكوكب اللماع، وغاب عن وجودنا أشعر الشعراء، ففقد الشعر العربي بفقده أعز أنصاره، وحامل لوائه، وصاحب إمارته، وأحق الشعراء بزعامته، المرحوم أحمد شوقي، صاحب الشعر السيار واللسان المدرار، والمعاني الرفيعة، والأخيلة البديعة، والأمثال السائرة، والحكم الباهرة، الذي قلد إمارة الشعر بجدارة واستحقاق، وإجماع من شعراء العرب في مختلف الأقطار، إذ قدموا من شتى البلاد العربية في 29/4/1927 قاصدين إلى تكريمه اعترافا بفضله وإعلاء لقدره، وأقامو له حفلا فخما بدار الأوبرا ألقوا فيه قصائدهم، مشيدين بذكره، مبايعين له بإمارة الشعر العربي، وفي هذا الحفل يقول المرحوم حافظ إبراهيم مخاطبا له:
أمير القوافي قد أتيت مبايعا وهذى وفود الشرق قد بايعت معى
وفي هذه القصيدة يقول:
تملكت من ملك القريض فسيحه فلم تبق يا شوقي لنا قيد إصبع