/ صفحه 217/
وبرز الكتاب تحفة غالية من تحف العلم إخراجا وتحقيقا وطبعا(1)، وتحقق ما كنا نتوسم كثيرا من إقبال أهل العلم في مصر وغيرها على اقتنائه، حرصا على معرفة هذا اللون من الفقة الإسلامي في مذهب له أتباعه الكثر الذين لايقلون عددا ودرسا وكتبا عن غيرهم من أهل المذاهب الإسلامية الأخرى، حتى كادت نسخه أن تنفد، وحتى تكاثر الطلب وترادف الناس علي وزارة الأوقاف ودار التقريب، رغبة في اقتنائه.
إن ذلك يدل دلالة واضحة على أن العالم الإسلامي يريد أن يقرأ، ويريد أن يتبادل المعرفة وألوان الدراسات، ويريد أن يتفاهم ويتقارب ويتآلف، وذلك ما قلناه من قبل، وما نقوله اليوم، وما يجب أن يقوله كل مسلم دائما:
وإننا نترك الكلام عن هذا الكتاب وعن بواعث إخراجه إلى ما جاء في تقديمه للسيدين الجليلين صاحب الفضيلة الأستاذ الشيخ أحمد حسن الباقوري وزير الأوقاف المصرية - وهو أحد علماء الأزهر الشريف - وصاحب السماحة الأستاذ العلامة الشيخ محمد تقي القمي السكرتير العام لجماعة التقريب بين المذاهب الإسلامية - وهو أحد علماء الشيعة الأمامية: -
يقول فضيلة الأستاذ السيد وزير الأوقاف:
((قضية السنة والشيعة، هي في نظري قضية إيمان وعلم معا.
فإذا رأينا أن نحل مشكلاتها على ضوء من صدق الإيمان وسعة العلم فلن تستعصي علينا عقدة، ولن يقف أمامنا عائق.
أما إذا تركنا - للمعرفة القاصرة واليقين الواهي - أمر النظر في هذه القضية، والبت في مصيرها فلن يقع إلا الشر.
وهذا الشر الواقع إذا جاز له أن ينتمى إلى نسب، أو يعتمد على سبب، فليبحث عن كل نسب في الدنيا، وعن كل سبب في الحياة، إلا نسبا إلى الإيمان الصحيح، أو سببا إلى المعرفة المنزهة.

*(هوامش)*
(1) قام بهذا لجنة علمية من علماء الأزهر الشريف الممثلين لكل من وزارة الأوقاف ودار التقريب ذكرت أسماؤهم وصفاتهم في صفحات التقديم لهذا الكتاب.