/ صفحه 219/
وليس أحب إلى نفسي من أن يكون هذا العمل فاتحة موفقة لتصفية شاملة تنقى تراثنا الثقافي والتاريخي من أدران علقت به وليست منه…))
ويقول سماحة الأستاذ العلامة الشيخ محمد تقي القمي:
((بسم الله نقدم كتاب ((المختصر النافع)) - وهو على إيجازه - يعطى صورة واضحة لمذهب فقهي لا يقل أتباعه عن أتباع أي مذهب من المذاهب المعروفة، ذلك هو: مذهب الإمامية.
ولعل القاريء حين يطلع على الكتاب، يعجب من أن هذا الفقه لم يكن في متناول يد الجمهور إلى اليوم، ولكن لا غرابة، فإن الماضي قد شحن بكثير من الأغراض التي دفعت إلى محاربة من يسند إليهم هذا الفقه، فانسحب ذلك على الفقه ذاته وإن لم يكن فيه ما يحارب.
إن مبدأ الخلافة والإمامة معروف، وهو الذي ميز بين الطائفتين: السنة والشيعة، وإن اتجاه الأنظار في الإمامة آل علي (عليه السلام)، جعل الفقه المسند إليهم يناله ما نالهم من إيذاء وإرجاف يرجع أكثره إلى أسباب سياسية تتعلق بالحكم، ولو لا هذا لم يكن مذهب الإمام جعفر بن محمد الصادق - وتقديره عند أئمة المذاهب معروف - يقاطع، ولا يدخل في دائرة المذاهب المعروفة عند الجمهور، وكذلك يقال في مذهب إمام كزيد بن علي، وليس يتسع المقام لسرد ما ترتب علي هذه القطيعة من حرمان وفراغ، ومن مصادرة لجانب عظيم من الفكر الإسلامي، ثم ما انتهت إليه هذه القطيعة من سوء ظن أدى إلى التشتت والأخذ بالأوهام، وتقطيع أواصر الأخوة في الدين.
أن ثروتنا الفقهية - معشر المسلمين - ثروة ضخمة، لا مثيل لها في أي تشريع من التشريعات. وليس يغض من قيمة هذه الثروة أن فيها نقط خلاف إلى جانب الآلاف من نقط الوفاق، فإن هذا وذلك له دلالته، أما الوفاق فيدل على أن الأصول تتحكم ولايهملها أحد، وأما الخلاف فيدل على أن مجال النظر فيما يصح