/ صفحه 260/

… واقتراح آخر
في التجديد اللغوي المزعوم
للأستاذ عباس حسن
أستاذ اللغة العربية في كلية دار العلوم بجامعة القاهرة
-2-
أو ضحت في مقالي السابق دوافع الدعوة الأثيمة إلى اصطناع اللغة العامية دون الفصحى، وإيثارها في ميادين العلوم والفنون والآداب ومسارب الحياة، وكشفت عن مواطن الخطأ والخطر في ذلك.
وقد طالعتني صحيفة يومية بمقال طويل، لكبير من دعاة العامية، يجادلني في رأيي، ولكنه ينتهى في أسلوب عف، وحوار مهذب، إلى ما سماه سؤالا، وما هو إلا سلسلة من أسئلة مركزة، تتطاول إلى نواح متباينة من العلوم العربية، في نشأتها، وتطورها، وحركتها، وجمودها، وما فعلت بها يد الأحقاب، وما عسى أن تقبله اليوم من إصلاح وتجديد، أو تتأباه. فيقول:
إذا كان الشأن في الفصحى ما ذكرتم، والاستغناء عنها في فنون الأدب الرفيع، وفروع العلوم - ضرب من الهذر، والخبل، بل وافد من وفود البلاء الماحق، فهل فرض على قواعدها - ولا سيما النحوية والبلاغية - أن تظل حياتها في مكانها من الصعوبة والجمود، وفرض على الناشئة وعلينا أن نرزح تحت أعبائها الثقال؟ وإذا كان اقتراح العامية وإحلالها محل الفصحى له ما وصفت من سوء الأثر، وخطر الغاية فهلا تستمعون إلى اقتراح مفيد ينادي به بعض أنصار التجديد، وهو استبدال الحروف اللاتينية بالحروف العربية، والاستغناء عن هذه بتلك، تيسيرا للراغبين، وتخلصا من أثقال القواعد النحوية والإملائية وسواهما؟