/ صفحه 267/
القرآن، فقرأ عليه: ((إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى)) الآية، فقال أعد، فأعاد، فقال الوليد: والله إن له لحلاوة، وإن عليه لطلاوة، وإن أسفله لمعذق، وإن أعلاه لمثمر، ما هذا بقول بشر.
فمن زلات المستشرقين واجترائهم على أسلوب القرآن ونقده ما جاء في دائرة المعارف البريطانية في بحث مادة ((قرآن)) فقد كان أسلوب القصص في القرآن وتكريره موضع هجوم وموطن طعن، وهو هجوم قائم على الجهل بالأساليب، وطعن متأثر بالتوراة وماجاء فيها من القصص، يقول كاتب المقال تحت عنوان: ((الضعف الأسلوبي للقرآن)):
((وعلى الجملة فبينما نجد سورا كثيرة من القرآن تعتبر من غير شك ذات قوة بيانية جديرة بالتقدير والاعتبار حتى بالنسبة للقاريء غير المؤمن، إذا بالكتاب من ناحية الجمال الفنى في المقام الأول)).
((ولأجل أن نبدأ بما نقدر على نقده، دعونا ننظر في بعض القصص الطويلة، فهناك نشاهد العنف والجفاف يحلان محل الرصانة الملائمة لسير الأبطال، وأن الربط الضروري سواء أكان في التعبير أم في تسلسل الحوادث مفقود في أكثر الأحيان، حتى يمكن أن يقال: إن فهم تلك القصص أسهل علينا نحن من فهمها لأولئك الذين سمعوها لأول مرة، وذلك لأننا نستطيع أن نطلع عليها في مصادر أخرى لا تتيسر لأولئك المعاصرين لمحمد)).
((ونجد على طول الخط جزءا كبيرا من اللغو والحشو الزائد، ولا نجد في أي جزء تقدما ثابتا في القصص)).
((وقصة يوسف دليل على هذا التباين في المقام التاريخي وما فيها من عدم اللياقة، وقلة المناسبة الواضحه بالنسبة للقصة الرائعة في سفر التكوين من التوراة)).
((وكذا نجد أخطاء متشابهة في الأجزاء غير القصصية، فارتباط الأفكار مفكك إلى حد بعيد حتى تركيب الجمل، وبناء الكلمات شاذ يظهر فيه الخلل الأسلوبي والتعقيد اللفظي، أما ضعف التأليف فكثير الوقوع، ولا يمكن أن نعتبره ترتيبا