/ صفحه 321/
وفيها يقول مخاطبا يوم ((عمورية)):
يا يوم وقعة عمورية انصرفت عنك المنى حقّلا معسولة الحلب
أبقيت جدّ بني الإسلام في صعد و المشركين ودار الشرك في صبب
وقد كتبت اقتراحا بهذا الشأن في إحدى الصحف المصرية الكبرى لفتا لأنظار أهل العلم واللغة والتاريخ.
والآن وقد مضى على عرض هذا الاقتراح أمد بعيد دون ان يتفضل أحد من العلماء والباحثين بإرشادي إلى مثل هذا الكتاب الثمين، أقول: والآن … يطيب لى أن أقدم بين أيدي قراء ((رسالة الإسلام)) كلمات تجري بها ألسنة الخاصة أو العامة، دون أن تعرف الجمهرة العظمى الأصل الذي ترجع إليه كل كلمة منها، وذلك موضوع محاورتي، وموضع تجربتي، وعفوا ومعذرة أيها القراء الكرام، فإنما هي باكورة، وباكورة البستان لا يلزم أن تكون أجود ما يغل، وإن كانت أول ما يغل.
* * *
من الكلمات التي لها أصولها كلمة: ((بحيرة طبرية)) التي عناها بعض الشعراء العرب في كثير من أشعارهم، ولاسيما أبو الطيب المتنبي، الذي قال يصف المعركة الخطيرة بين الأسد وبدر بن عمار الفارس البطل قصيدة مطلعها:
ورد إذا ورد ((البحيرة)) شاربا ورد الفرات زئيره والنيلا
متخضب بدم الفوارس لابس في غيله من لبدتيه غيلا
والبحيرة التي عناها أبو الطيب، هي بحيرية طبرية، التي سميت بهذا الاسم نسبة إلى القصير الروماني ((طبباريوس)) الذي أشار إليه إنجيل لوقا في الآية الأولى من الإصحاح الثالث قائلا: ((وفي السنة الخامسة عشرة من سلطنة طبباريوس قيصر …)).
وهذه البحيرة تقع شمال فلسطين، ومن هنا كانت تسمى جنة شمال فلسطين،