/ صفحه 414/
أبيات النيل السابقة:
إنها أبيات طريفة المعنى، مستملحة المبني، وحق لابن شاكر استحسانها في شعر ابن خروف فالسيوطي فالمقري، وإن تضافروا جميعا على نسبتها للنحوي، والنيل جدير أن يهز مشاعر من تتملأ منه عيناه، فيضفى عليه مدائحه المنبعثة من أحاسيسه، وقد قيل فيه شعر كثير جاهلية وإسلاما - وفي حسن المحاضرة في أخبار مصر والقاهرة للسيوطي، ذكر ما قيل فيه من أشعار حسان في الجزء الثاني -
والذي يدهش له القاريء أن يرى الأبيات الثلاثة الماضية في النيل من شعر ابن خرف الأديب لا النحوى مثبتة في ديوان صبري المطبوع - (فالخطأ في قائلها حليفها مذ قيلت).
يوان إسماعيل صبري باشا:
لقد قام بجمع أشعار إسماعيل باشا بعد وفاته فاضلان تكريما له واعترافا بجلائل آثاره، وتخليدا لأشعاره. فجمعوها في ديوان طبعته لجنة التأليف والترجمة والنشر طبعا أنيقا يسر الناظرين، وأضافوا إليه أبيات النيل الثلاثة مسطورة في ص 130 من الديوان، وما أدرى ما أدخل على القائمين بالديوان هذه الأبيات، اللهم إلا أن المرحوم إسماعيل كان مثبتها في كناشته عادة الشعراء إذا ما استجادوا شعراً أن يحفظوه في كناشاتهم للرجوع إليها عند الاقتضاء للتذكار ليس إلا، فظنا بل تيقنا أنها من إنشائه، فأدرجوها في الديوان، وقنع الناظرون فيه بما رأوا. واعتمدوا الديوان مرجعاً لما ينقل مه. فإذا ما ذكروا أبيات النيل في كتب جديدة جعلوها من شعر إسماعيل دون تشكك نقلا عن الديوان، فكان الخطأ مزدوجاً، خطأ بني على خطأ، وقع ذلك في كتاب:
المحفوظات والمسرحيات بوزارة التربية والتعليم.
ورد في الجزء الثاني للسنتين: الثانية الإعدادية والسادسة الابتدائية في الصفحة الثانية والأربعين هذه الأبيات الثلاثة تحت عنوان (النيل) مشاراً إليها في هامشة أنها لإسماعيل صبري باشا.