/ صفحه 7/
أسلوبان بارزان للسورة: أسلوب التقرير:
ويجدر بنا أن نلفت النظر إلى أن السورة عرضت ما عرضت في أسلوبين بارزين لا نكاد نجدهما بتلك الكثرة في غيرها من السور، فهي تورد الأدلة المتعلقة بتوحيد الله وتفرده بالملك والتصرف، والقدرة والقهر، في صورة الشأن المسلّم، الذي لا يقبل الإنكا أو الجدل، وتضع لذلك ضمير الغائب عن الحس، الحاضر في القلب، وتجري عليه أفعاله وآثار قدرته ونعمته البارزة للعيان، والتي لا يماري قلب سليم في أنه مصدرها ومفيضها وصاحب الشأن فيها: ((هو الذي خلقكم من طين ثم قضى أجلا ًو أجل مسمى عنده، ثم أنتم تمترون، وهو الله في السموات وفي الأرض، يعلم سركم وجهركم ويعلم ما تكسبون)) ((وهو القاهر فوق عباده وهو الحكيم الخبير)) ((وهو الذي يتوفاكم بالليل ويعلم ماجرحتم بالنهار)) ((وهو الذي خلق السموات والأرض بالحق ويوم يقول كن فيكون، قوله الحق وله المك)). ((وهو الذي جعل لكم النجوم لتهتدوا بها في ظلمات البر والبحر)) ((وهو الذي أنشأكم من نفس واحدة فمستقر ومستودع)) ((وهو الذي أنزل من السماء ماء فأخرجنا به نبات كل شيء)) ((وهو الذي أنشأ جنات معروشات وغير معروشات)) ((وهو الذي جعلكم خلائف الأرض ورفع بعضكم فوق بعض درجات)).
هذا هو أحد الأسلوبين:
أسلوب التلقين:
أما الأسلوب الثاني فهو أسلوب تلقين الحجة والأمر بقذفها في وجه الخصم حتى تأخذ عليه سمعه، وتملك عليه قلبه، وتحيط به من جميع جوانبه فلا يستطيع التفلت منها، ولا يجد بداً من الاستسلام لها؛ ففي حجج التوحيد والقدرة: ((قل لمن ما في السموات والأرض؟ قل لله، كتب على نفسه الرحمة)). ((قل أغير الله أتخذ وليا فاطر السموات والأرض وهُو يَطعِم ولا يطعَم؟ قل إني أمرت أن أكون أول من أسلم)). ((قل إني أخاف إن عصيت ربي عذاب يوم عظيم))