/ صفحه 70/
((1)) فمثلا في جانب ما صدر عنه (صلى الله عليه وآله وسلم) بصفته البشرية، وردت السنة بأشياء واضحة من مثل: ((كان أحب الألوان إليه الخضرة - كان أحب الثمر إليه العجوة- كان أحب الرياحين إليه الفاغية ((وهي نوار الحناء)) - كان أحب الشراب إليه اللبن - كان إذا أخذ أهله الوعكُ أمر بالحِساء فصنع، ثم أمرِهم فحسَوا ويقول أنه ليَر°تُوا - أي يقوي - فؤاد الحزين، ويسرو - أي يزيل - عن فؤاد السقيم - كان إذا اعتم سَدَل عمامته بين كتفيه - كان يدير العمامة على رأسه ويغرزها من ورائه، ويرسل لها ذؤابة بين كتفيه - كان إذا استراث الخبر. أي استبطأه - تمثل بقول طرفة: ((ويأتيك بالأخبار من لم تزود)) - كان إذا اشتكى أحدٌ رأسه قال: إذهب فاحتجم، وإذا اشتكى رجله قال اذهب فاخضبها بالحناء.(1)
فهذا كله واضح فيه أنه لم يكن صادرا عن وحي، وأنه ليس مصدراً للتشريع، ويلحق بهذا ما ورد من مثل قوله (صلى الله عليه وآله وسلم): ((من اصطبح كل يوم سبع تمرات من عجوة لم يضره سم ولا سحر ذلك اليوم إلى الليل))، وما روي من أنه (صلى الله عليه وآله وسلم): مر على قوم بالمدينة يلقحون نخلا فقال: ما يصنع هؤلاء؟ فقالوا: يلقحون، فقال: ما أظن يغني ذلك شيئا، فأخبروا بذلك فتركوه فخرجت شيصا، فذكر ذلك للنبي (صلى الله عليه وآله وسلم)، فقال: إن كان ينفعهم ذلك فليصنعوه فإني إنما ظننت ظنا، فلا تؤاخذوني بالظن، ولكن إذا حدثتكم عن الله شيئا فخذوا به)) وفي رواية ((أنتم أعلم بأمور دنياكم)).
إلى غير ذلك مما سبيله الظن الإنساني، في الشئون العادية الدنيوية، كالزراعة والطب ونحوهما.
((ويلحق بهذا أيضا، ما كان سبيله سبيل التدبير الإنساني أخذا من الظروف الخاصة، كتوزيع الجيوش على المواقع الحربية وتنظيم الصفوف في الموقعة ((الواحدة، والكمون والكر والفر واختيار أماكن النزول وما إلى ذلك

*(هوامش)*
(1) راجع الجامع الصغير حرف ك تجد كثيرا من امثلة هذا النوع.