/ صفحه 110/
حقق الله آمالنا، وسهل لكم ما تبذلونه في سبيل الدعوة إلى الله عزوجل، والى رسوله (صلى الله عليه وآله وسلم)، والسلام عليكم أيها الناصحون لله تعالى في ذلك ورحمة الله وبركاته ".
هذه فقرات أثبتناها من كتاب العلامة الأكبر رضي الله عنه، وما كنا لنثبتها لو لا أنه لقي ربه، وأننا حرصنا على أن نهديها للتاريخ العلمي الاسلامي، منهاجا، ونوراً وهاجا.
ولقد توالت على دار التقريب ألوان التعزية في الفقيد العظيم، سعياً إلى الدار، وكتابة إليها، بالبريد وبالبرق، وإنا لله وإنا إليه راجعون.
الدلائل والمسائل:
للعلامة الأجل، الباحث المحقق، سماحة السيد هبة الدين الحسيني الشهرستاني، ولع عظيم بدراسة المسائل والمشاكل التي ترد على الناس في زماننا، وتحتاج إلى حلول دقيقة، تجمع بين إرضاء الأذواق، وإرضاء الواقع الديني والتاريخي شأنها، وبين يدينا الآن كتاب له بهذا الاسم ظهر أخيراً في العراق، نقتبس منه ما يأتي:
سئل فضيلته: إن بعض الناس يسمون الشيعة " رافضة " فما المقصود من ذلك وما حقيقة الأمر فيه؟.
فأجاب: لا يخفاكم أن الشيطان قد نزغ بين فرق المسلمين الأقدمين، ونشر بينهم العداوة والبغضاء بعد ما فرقهم شيعاً، فصارت كل فرقة تعبر عن خصومها بألقاب الذم بينما تعبر عن نفسها بعبارات المدح، فكان الشيعة الأولون يعبرون عن جماعتهم بالمؤمنين أو الخاصة بينما كان خصومهم يسمونهم في عهد معاوية " شيعة أبي تراب " وكانوا يسمونهم في عهد الحجاج علوية، ثم من بعد قضية زيد الشهيد أخذ المتعصبون ضدهم يسمونهم (الرافضة) مع أن جمهور الشيعة نصروا زيداً ولم يرفضه سوى شر ذمة قليلة من فرق الكيسانية والسبئية، وطوائف قد انقرضت، ولم يبق منهم باقية، ولكن خصوم الشيعة عمموا اسم الرفض حتى على الجعفرية للكناية بهم والتحقير في حين أن الجعفرية في الكوفة كانوا أنصار زيد وشهداء بين يديه ".