/ صفحه 190/
.... صريح الرأي في النحو العربي
داؤه ودواوه
للإستاذ: عباس حسن
أستاذ اللغة العربية في كلية دار العلوم بجامعة القاهرة
ـ 5 ـ
... ومشكله ثانية، لم يتنبه اللغويون الأوائل لمعقباتها، أو هم تنبهوا لها ولكن لم يقفوا منها الموقف الحاسم الحازم؛ برأي فيصل يلتزمون حدوده، ويلتزمه بعدهم النحاة وغيرهم من سائر الباحثين؛ تلك هي مشكله: " عصور الاحتجاج وصحة الاستشهاد ".
فقد اتفق الرأي على أن الكلام الذي يحتج به في الشئون اللغوية، ويؤخذ به في الاستشهاد ـ هو كلام العرب الأصيل، الذي لا مجال لا تهامه أو تجريحه. وهم يريدون بالعربي الأصيل من نشأ بالبادية، وأقام فيها حياته؛ فلم يفسد لسانه بلغة الحضر المختلطة، ومعاشرة الأعاجم، ويريدون بالاتهام والتجريح ألاّ يكون معروفا بالكذب اللغوي والاختلاق. أو مصابا بخبل أو جنون...
ولسنا بصدد الإفاضة في هذا الرأي، ومناقشته من نواحيه المختلفة: قوّيها وضعيفها، موافقها للعقل والواقع ومخالفها؛ فمجال هذا كله بحث آخر.
وإنما الذي نحن بصدده هو أن العربي الأصيل عندهم قد يفقد أصالته اللغوية بسكنى الحضر، وبمخالطة الأعاجم. ويطلقون على كلامه عندئذ، اسم المولد. أو: المحدث وهذه العلة أو التعلة هي التي اعتمد عليها اللغويون الأوائل في الأخذ عن بعض القبائل دون بعض ـ كما سبق تفصيل هذا ـ وهي التي جرحوا بها بعض شعراء الجاهلية الأعلام؛ كعَدِىّ. الأعشى... ولم تأخذهم بهما