/ صفحه 219/
(عليه السلام) بعد موته فقلت: صفى لي أمور علي بن الحسين. فقالت: أطنب أم أختصر؟ فقلت: بل اختصري. قالت ما أتيته بطعام نهاراً قط ولا فرشت له فراشا بليل قط!
تلك طائفة صغيرة من أحاديث الأئمة وسيرتهم وأفعالهم، فهل في أقوالهم ما يصح أن يختلف عليه شيعي وسني؟ وهل يصح أن يغفل فقه يستند إلى أقوال رجال عرفوا بالصبر والصدق والاستقامة والجهاد والتفاني في الحق؟....
نعم إن الشيعة تقول بالولاية، ويتشددون في الأخذ بها، ويرى القارئ هذا المعنى في غير موضع من الكتاب. وهذا المبدأ هو الذي ميز بين الطائفتين، والمعروف أننا في فكرة التقريب تحث كل فريق على تعرف ما عند أخيه، فإن اقتنع بصحة أدلته فذالك، والا عذره فيما لم يثبت لديه، واختلف معه فيه. وليس معنى هذا أن يتحول الشيعي أو السني عن مذهبه، بل إنه لا مانع أن يتمسك كل بمذهبه، على أن يفهم كل فريق وجهة نظر الآخر، ونحن لم ندع يوما إلى الاندماج المذهبي ".
بين الشيعة وأهل السنة:
رسالة جديدة لعالم فاضل، وزميل باحث، جمع بين الثقافتين: ثقافة الأزهر والثقافة الأوربية، وهو فضيلة الأستاذ الدكتور الشيخ سليمان دنيا، مدرس الفلسفة وعلم العقيدة بكلية أصول الدين.
لقد درس المؤلف الفاضل في رسالته هذه مسألة الخلاف بين الشيعة والسنة على أسلوب استعراضي لأهم مسائل هذا الخلاف وأبرزها، وبين أن أصول الوفاق بين الفريقين غالبة غامرة، وأن مسائل الخلاف قليلة ولها طابع الفرعية وكلها مما يرجع إلى تعدد وجهات النظر بناء على الاختلاف في الأدلة، ثبوتا أو رفضا، وقوة أو ضعفا، وإفادة أو قصورا، وأن خصوم السلام يهمهم أن يكبروا هذا الخلاف، ويوسعوا مداه، وأن على المسلمين أن يحذروهم، ويفسدوا عليهم خطتهم، وأن يعلموا أن ما وصله الله لا يقطع، وأن الاختلاف في الفروع، لا يجب الاتفاق في الأصول.