/ صفحه 227/
بسم الله الرحمن الرحيم
كلمة التحرير:
إن الحقائق الكاملة تتكون من جزئيات أو عناصر متضامة، فإذا نظرت إلى عنصر من هذه العناصر وحده، أو إلى جزئية من هذه الجزئيات منفردة ً: فقد تجد فيما تنظر إليه معنى ربما راقك، وربما كرهته أو صدفت عنه، ولكنك حينئذ لا تكون قد أصدرت حكماً صحيحاً على المجموع الذي يتكون من هذه الجزئيات باعتباره مجموعا.
وبع الناس لا يفرق بين الشي كوحدة، والعناصر التي يتكون منها، أو الجزئيات التي تؤلفه، ولذلك نراه يصدر أحكاما من زوايا معينة، ويعتبرها أحكاما عامة، وذلك ظلم للحقيقة، أو علمى عنها، خطأ في تقديرها.
إن المجموع أو الكل إنما يقل أو يرفض، أو يحب او يبغض، أو يعتبر جميلا أو قبيحا، باعتباره صالحاً أو ليس بصالح من الناحية الجملية، لا من الناحية الجزئية التفصيلية، وبعبارة أخرى: إذا كان هذا المجموع الكلي تغلب عليه العناصر الصالحة عد صالحا، وإذا كانت تغلب عليه العناصر الفاسدة عد فاسداً، والشيء الكامل على التفصيل، أي كمالا راجعا إلى كمال جميع جزئياته وعناصره، لا يوجد، ولكن الذي يوجد إنما هو الشيء الذي يغلب جماله قبحه فيعد جميلا، أو قبحه جماله يعد قبيحا، فمن التمس أحسن الأشياء على معنى الحسن الجملي فقد طلب