/صفحة 15 /
وفي هذا نرى صورة أخرى من الحديث الذي يمثل الرضا وا لاظمئنان واللذة من جانب ;و يمثل الحسرة والذلة والقلق من جانب آخر، ويصور الحكم النافذ الذي لا مرد له، ولامحيص عنه، يؤذن به مؤذن لا يدرك كنهه، ولا يعلم من هو، ولا ما صوته، ولا كيف يلقى أذانه، ولاكيف يكون أثر هذا الأذان في نفوس سامعيه. وإنه لتصوير قوى بارع، يحرك إليه النفوس، ويهز المشاعر، وبين أن النهاية الأليمة المتوقعة لهؤلاء المكذبين، انا هي تسجيل اللعنة عليهم، والطرد والحرمان عن سبيل الله، وبغيهم إياها عوجا وانحرافا، وكفرهم بدار الجزاء. الصد عن سبيل الله وألوانه: وهنا نقف وقفة يسيرة نتحدث فيها حديثاًموجزاًعن "الصد عن سبيل الله" فنقول: كثيراًما عرض القرآن الكريم للصد عن سبيل الله: فمن ذلك في حق المشركين: "إن الذين كفروا ينفقون أموالهم ليصدوا عن سبيل الله، فسينفقونهاثم تكون عليهم حسرة ثم يغلبون، والذين كفروا إلى جهنم يحشرون"، "ولاتكونوا كالذين خرجوا من ديارهم بطرا ورئاء الناس ويصدون عن سبيل الله والله بما يعملون محيط". ومن ذلك في حق المنافقين: "و إذا قيل لهم تعالوا إلى ما أنزل الله وإلى الرسول رأيت المنافقين يصدون عنك صدودا". ومنه في حق أهل الكتاب: "يا أهل الكتاب لم تصدون عن سبيل الله من آمن تبغونها عوجا و. نتم سهداء وماالله بغافل عما تعلمون". وفي شأن الأحبار والرهبان: "يأيها الذين آمنوا إن كثيراً من الأحبار والرهبان ليأكلون أموال الناس بالباطل ويصدون عن سبيل الله، والذين يكنزون الذهب والفضة ولاينفقونها في سبيل الله فبشرهم بعذاب أليم". إلى غير ذلك من الآيات. وإذا تأملنا هذه الآيات وجدنا أن الذين يصدون عن سبيل الله هم: