/صفحة 175 /
من ثمرات المعقول والمنقول
للأستاذ علي الجندي
ــــ
بنات كسرى:
ذكر الزمخشري في ربيع الأبرار: أنه لما جئ بسبي فارس إلى عمر بن الخطاب ـ رضي الله عنه ـ كان فيه ثلاث بنات لكسرى " يزدجرد " فأمر ببيعهن، فقال له الإمام علي ـ كرم الله وجهه ـ: إن بنات الملوك لا يعاملن معاملة السوقة !.
قال: وكيف الطريق معهن ؟
قال: يقوّمن، ومهما بلغ ثمنهن قام به من يختارهن.
فقومن، فأخذهن علي ـ عليه السلام ـ فدفع واحدة لعبد الله بن عمر فولدت له سالما.
ودفع الثانية لمحمد بن أبي بكر، فولدت له القاسم.
ودفع الثانية لابنه الحسين، فولدت له علياً زين العابدين.
أقول: وقد كان هؤلاء الثلاثة من أخيار زمانهم، وقد كان أهل المدينة لا يرغبون في التسري فلما رأوا هؤلاء النجباء، أحبّوا التسري.
* * * *
وكانت أم زين العابدين ـ وهو أفضل آل البيت بعد الحسين ـ تدعى سُلافة، ثم دعيت فاطمة، وكانت من خيّرات النساء.
وكان يقال لزين العابدين: " ابن الخيرتين "؛ لقوله ـ عليه الصلاة والسلام ـ: " لله من عباده خيرتان، فخيرته من العرب قريش، ومن العجم فارس ".
وكان زين العابدين ـ رضي الله عنه ـ من أبر الناس بأمه، وكان لا يأكل معها في صحفة واحدة. فسئل في ذلك، فقال: أكره أن تسبق يدي إلى ما قد سبقت إليه عينها، فأكون قد عققتها.