/صفحة 186/
صريح الرأي في النحو العربي
داؤهُ ودَواؤه
للأستاذ عباس حسن
أستاذ اللغة العربية في كلية دار العلوم بجامعة القاهرة
ـ 9 ـ
ومشكلة أخرى تتصل بنظائرها السابقات، ولكنها أوثق اتصالا بالتعليل وأقوى ارتباطاً به. ولست ـ لولا الحياء وإكبار العلماء ـ أجد اسما أنسب لها من: الأوهام أو الخرافات، أو الفضول أو ما شئت من عنوان يدل على أن ما تحته ليس إلا اللفظ الأجوف، والا فما التسمية الحقة الملائمة لما يأتي ولنظائره التي تطفح بها مطولات النحو، وتفيض بها أمهاته، والكتب التي تكشف عن أسراره كما يقول اصحابها، وفي مقدمتها كتاب " سر صناعة الإعراب " لابن جني، وقد سبقت الإشارة إليه، وكذلك كتاب " الإنصاف " لابن الأنباري، وأشباههما، واليك نماذج:
1 ـ قال الأشموني وحاشيته في باب إنّ وأخواتها ما نصه:
" معنى لكنْ الاستدراك والتوكيد، وليست مركبة على الأصح، وقال الفراء لكن أنّ، فطرحت الهمزة للتخفيف ونون لكن للساكنين كقوله:
ولست بآتيه ولا أستطيعه ولاك اسقني إن كان ماؤك ذا فضل
وقال الكوفيون: مركبة من لا وإنَّ والكاف الزائدة لا التشبيهية، وحذفت الهمزة تخفيفاً ـ أي بعد نقل حركتها إلى الكاف ـ ".
فأي كلام هذا ؟ ومن أين جاءوا به ؟ أقال لهم العرب ذلك " وحللوا " لهم اللفظة هذا التحليل العجيب، وركبوها هذا التركيب المستغرب، أم أنه كلام