/صفحة 19 /
بهذه الدرسات. مما لا شك فيه أن الفارسية ومن بعد التركية نالت حظاًمن عناية بعض العراقيين في عصر الديالمة، ومن بعدهم السلاجقة، وسبق ذلك كما لا يخفى عصر الانتعاش المعروف في آداب اللغة الفارسية في خراسان وبلاد فارس على عهد السامانيين وآل سبكتكين. لم توجد من هذا الكتاب نسخة في العراق وطن المؤلف، وإنما وجدت بعض نسخة في بعض مكتبات الآستانة ودور التخف في الغرب، وعنى بعض المسنشرقين الروس بنشر بعض أقسامه بين سنة 1900-1903، وعنى بعد ذلك بعض علماء الترك باقتناء نسخ خطية عدة من الكتاب، ومقابلة بعضها ببعض، ونشر الكتاب بإشراف وزرارة المعارف التركية، وليس في هذه النسخ المخطوعة جميعها ما يدل على اسم الناسخ وتاريخ النسخة، وعلى كل حال لم يظفر هؤلاء الباحثون بنسخة الأصل من هذا الكتاب، لأن المؤلف عنى بنسخة وعّلم على مواضع منها بالحمرة، كما أشار بنفسه إلى ذلك (ص 7 من المطبوع )هذا وقد خلط المستشرقون في محاولة الاهتداء إلى اسم المؤلف وعصره، وتوهم بعصهم أنه من تأليف مهنا ابن عيسى أحد أمراء البادية لمجرد الاشتراك في النسمية، ولم ينتبه إلى معرفته اجمالا الا بعض علماء الاتراك، وظلت تفاصيل أحواله مجهولة إلى أن تهيأ لنا بفضل الله تعالى وضع بحث خاص في تعريف هذا العالم الجليل أوردناه في موضعه في كتابنا (مؤرخ العراق ابن الفوطى) والجزء الثاني من هذا الكتاب قيد الطبع الآن.
محتويات الكتاب:
والكتاب يحتوى على ثلاثة أقسام: القسم الاول في اللغة الفارسية، والثانى في التزكية، والثالث في المغولية. والغالب أن المؤلف اعتمد على بعض المراجع والكتب المعتبرة المؤلفة في هذه اللغات، وهناك كتب أربعة ورد ذكرها فيه، الأرجح أنها هي المقصودة بكلمة وردت في المقدمة كما ستراه، وهذه أسماء الكتب المذكورة: