/صفحة 301/
اختصاره بحذف الفضول من أبوابه ومسائله وإدماج بعض آخر ثم الاقتصار على بعض منها للشادين إن أردنا، ثم عرض ما بقي عرضا شائقا جذابا؛ فيجد الناشئه والراغبون في النحو ما يجدونه في العلوم الأخرى التي تجذبهم، وتستهوي ألبابهم، فتزيد الرغبة، وتعم الفائدة، ويتحقق الغرض من دراسة هذا العلم الأساسي الجليل. والقول بغير هذا الكلام لا غناء فيه.
أما من قوم بهذا العبء ويتقدم لحمل الراية، فأولئك الفدائيون الذين وهبوا أنفسهم لخدمة العلوم العربية، والسهر عليها، واحتمال أفدح الأعباء في سبيلها، وكانوا قدوة كريمة الباحثين من حملة مشاعل العلم، ومصابيح العرفان. ولم يخل منهم عصر مضى، ولن يخلو منهم عصر آت. وفي مقدمة هؤلاء علماء الجامعات، ومن يمتون إليها بأقوى الأسباب. فعسى الله أن يمدهم بروح من عنده، ويلهمهم السداد فيما نحن بسبيله، ويهديهم سواء الصراط.
ولا يسعني وأنا أختم هذا البحث الطويل إلا أن أزجى الشكر الأسمى لمجلة " رسالة الإسلام" وللقوامين عليها والمشرفين على شئونها. فقد رأيت من الرجاحة، وحسن القبول، وكريم الاهتمام، ما يقوى العزيمة إن وَهَنت، ويوقظ الهمة إن خمدت، ويشيع في النفس الرغبة والنشاط ويدفع إلى تكرار الشكر، وطيب الثناء، وجميل التقدير.