/صفحة 49 /
. صريح الرأى في النحو العربى ْ
داؤهُ ودَواؤه
للأستاذ عباس حسن
أستاذ اللغة العربية في كلية دار العلوم بجامعة القاهرة
ومشكلة التعليل، كيف وُلِدَتْ ونَمَت ْ وامتدت ؤصولا وفروعا على الوجه الذي نرى في مطولات النحو؟ تتسرب إلى كل مسألة، وتسلل لكل قاعدة، وتملأ الصفحات الكثيرة بكل مُجَاف للعقل، بعيد من الحق، إلا في أقل المسائل، وأنذر القواعد. وبسببها نشأت آراء متعددة; فتحت أبوابا جديدة للخلاف، وتَشَعُّب المذاهب غير الأبواب المفتحة من اللهجات العربية. وبحسبى أن أنقل منها نماذج، إن كان الأمر في حاجة إلى دليل يقوم، ومثل يحضر.
وقبل أن أنقلها أشير إلى حقيقة معروفة ;هي: أن علوم اللغة العربية على اختلاف فروعها، وتعدد أنواعها -مستقاة من الكلام العربى الأصيل، ومَرَدها جميعاً إلى ما نطق به الفصحاء من أهل "الضاد"الذين يستشهد بكلامهم، ويحتج بلسانهم، فإذا نطقنا باللفظ المفرد أو المركب وصُغْنا الأسلوب صياغة خاصة، وجرينا في تأليفه على نظام معيّن -فلا تعليل لذلك إلا محاكاة العرب والنَّسْج ِعلى منوالهم ولا شيء غير هذا. ولو أن سائلا سألنى: لم بَنيَت الكلمة على ثلاث أو أكثر ؟ولم ضبطت حروَفها بضبط خاص؟ ولم جَرَيْتَ في تركيب الأسلوب على نظام معين؟ ولم. . . . ؟ولم. . . . ؟ماكان الجواب إلا واحداً;هو: أنى في هذا المقام أحاكى ما فعله العرب في مثله، وأنقل عنهم طريقتهم، وآخذ من مادتهم ووسائل استخدامها مثل ما كانوا يأخذون. وكذلك جواب كل فرد ;فالكلكات التي ننطق بها اليوم من حيث مادة تكوينها ومن حيث مظاهر هيئاتها بوضعها في الجملة وبضبط