/صفحة 74/
حيث اللغة ليصلحها المسلمون كافة، وأكثرهم من غير العرب، كي لا يكون لفريق شرف حرمه فريق آخر، انها لغة المسلمين لغة الدين لغة القرآن المبين "فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر، وما الله بغافل عما يعمل الظالمون".
قلت: فمن الظالمون؟
قال: الذين يبغونها عوجا ويصدون عن سبيل الله بما يكيدون لوحدة المسلمين، أفليس من الكيد أشد الكيد أن تدعو إلى عصبية أو إلى لهجة حجازية أو نجدية أو مصرية أو عراقية، وأن تعمه فتعمى أو تتعامى، عن أن لمصر والعراق والحجاز وايران وأفغانستان وغيرها من بلاد المسلمين لغة واحدة هي اللغة القرآنية؟ انها لغتنا نحن المسلمين جمعاء نحن فيها أسواء، فلم لا تكون اللغة الرسمية للدول الإسلامية، أعني أمة محمد عليه صلوات الله والناس أجمعين "ان هذه أمتكم أمة واحدة وأنا ربكم فاعبدون" صدق الله العظيم، وبلغ رسوله الأمين، ونحن على ذلك من الشاهدين.
قلت: فيتخلص لنا في هذا:
أولا: أنه جدير باللغة العربية أن تسمى اللغة القرآنية، فذلك تعبير صادق عن الحقيقة الواقعة.
ثانياً: أنه جدير بالدول الإسلامية ـ أعني الامة الإسلامية ـ أن تكون لغتها الرسمية هي اللغة القرآنية، فتلك سبل الوحدة، لا فرقة ولا عصبية للجهة شرقية أو غربية.
قال: فلخص ماشاء لك التلخيص، وادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن. ان ربك هو أعلم بمن ضل عن سبيله وهو أعلم بالمهتدين.