/ صفحه 139/
الإمَامية
بينَ الأشَاعرة والمعتزلة
لحضرة صاحب الفضيلة الأستاذ الشيخ محمد جواد مغنية
رئيس المحكمة الشرعية الجعفرية العليا ببيروت
رغبت إليّ الجامعة اللبنانية في أن أعطي درساً في الفلسفة الاسلامية لطلاب السنة الرابعة ((فرع الفلسفة)) فلبيت، واضطرني هذا الدرس إلى البحث والتنقيب في كتب الفلسفة وعلم الكلام للسنة والشيعة، وقد لاحظت أمراً غريبا ـ وأنا أنتبع المصادر ـ دفعني من حيث أريد أولاً أريد إلى كتابة هذا القصل في كتابي ((فصول في الفلسفة الإسلامية(1)، لاحظت أن كثيراً من الذين كتبوا ـ من غير الإمامية ـ في الفرق ومذاهبها يتعبرون الإمامية أتباعاً للمعتزلة في تفكيرهم، فمن هؤلاء من يقول ـ إذا حرر مسألة خلاقيه ـ: قال الأشاعره: كذا. وقال المعتزلة وأتباعهم الإمامية: كذا. وبعضهم يقتصر على رأي الأشاعرة والمعتزلة، ويهمل الإمامية. وكأنه يدرج الإمامية في عداد المعتزلة، كما تدرج الماتريدية في عداد الاشاعرة(2).
وقد اطلع على هذا القول بعض الغربيين فآمن به جهلاً وتقليداً، ورد أصول التفكير الإمامي إلى المعتزلة، قال آدم متزفي كتاب الحضارة الاسلامية: ((إن الشيعة ورثة المعتزلة)). ورأى بعض الشباب المثقف كلام المستشرقين فأخذه على علانه، كما هو المألوف والمعروف من ثقافة هذا الجيل الصاعد.،. قال الأستاذ عبد الرحمن الشرقاوي في مجلة الغد عدد 2 سنة 1953: ((إن الشيعة التقطوا كثيراً من أفكار المعتزلة)). هكذا أخذ المستشرقون عن بعض القدامى دون