/ صفحه 174/

فأما أن يرجف المرجفون ويتخرص المتخرصون. فتلك سبيل العوج أعاذنا الله منها. ((قل هو ربي لا إله إلا هو عليه توكلت وإليه متاب. ولو أن قرآنا سيرت به الجبال أو قطعت به الأرض أو كلم به الموتى بل لله الأمر جميعا أفلم ييأس الذين آمنوا أن لو يشاء الله لهدى الناس جميعاً ولا يزال الذين كفروا تصيبهم بما صنعوا قارعة أو تحل قريباً من دارهم حتى يأتي وعد الله إن الله لا يخلف الميعاد)).
قلت ـ شيئاً من البيان النحوي هنا.. أين جواب: ولو أن قرآناً سيرت به الجبال؟
قال ـ الجواب واضح من نسق الآية الكريمة إلا أن تكون العجمة أكلتك أكلا. فانحزت إلى سبيل العوج:
قلت ـ فجاري الله وهو القاهر فوق عباده القوى المتين.. وكيف ييأس الذين آمنوا..؟
قال ـ اليأس واليآسة: القنوط ضد الرجاء.. ويئس أيضاً: ((علم)) ومنه أفلم ييأس الذين آمنوا. وبلى والله قد علموا أن لو شاء الله لهدى الناس جميعاً.
قلت ـ بقيت القوارع التي تصيب الذين كفروا بما صنعوا أو تحل قريبا من دارهم.
قال ـ فالمح المقابل قل أو أكثر ((بما صنعوا)) لا يريد ذرة ويعفو عن كثير ولا يظلم ربك أحداً مثقال ذرة فأما عفوه فلا قيد ولا حد.
قلت ـ فأين القوارع في ديارهم قريبا منها..؟
قلت ـ فيها وقريبا منها إلا أن تكون عميت أو عمهت أو فقدت الحواس جميعاً.. لقد تحقق الأمران ويتحققان أبداً ما دامت السماوات والأرض..
وماداموا يصنعون موقوف الشرط.. وكفى به حسبيا يعلم خائنة الأعين وما تخفى الصدور وإليه المصير. وعد الله إن الله لا يخلف الميعاد.