/ صفحه 296/
قال شيخي
لحضرة الكاتب الفاضل الأستاذ أحمد محمد بربري
إن بالشعب الذي دون سلع * * * لقتيلا دمه ما يطل
خلف العبء عليّ وولي * * * أنا بالعبء له مستقل
ووراء الثأر مني ابن أخت * * * مصع عقدته ما تحل
مطرق يرشح سماً كما أطـ * * * رق أفعى ينفث السم صل
خبر ما نابنا مصمئل * * * جل حتى دق فيه الأجل
الشعب ـ بكسر الشين ـ الطريق في الجبل، وله معان أخر، وطل دم القتيل: ذهب مهدرا، والمصع: العنيف الشديد في قتاله، والصل: الخبيث من الأفاعي.
الشعر لتأبط شرا، يرثي خاله الشنفري الذي قتل قتلة عنيفة، كان هو أعنف منها حال قتله، مثلوا به قبل الإجهاز عليه: قطعوا ذراعه وكانت بها ((شامة)) فلم يزد على أن قال:
لا تبعدي إما ذهبت شامه * * * فرب واد نفرت حمامه
ورب قرن فصلت عظامه
وسملوا عينيه فقال كائن ـ يريد كذلك بلغة قومه ـ كنا نفعل بإخوانكم.. فلما استيأسوا منه أن تسترخي نفسه القوية، أو كما نقول بلغتنا العصرية: ((تضعف أعصابه)) قالوا: أين ندفنك؟ قال:
فلا تقبروني إن قبري محرم * * * عليكم ولكن أبشري أم عامر
إذا احتملوا رأسي وفي الرأس كثرى * * * وغودر عند الملتقى ثم سائري
هنا لك لا أرجو حياة تسرني * * * سجيس الليالي مبسلا بالجرائر