/ صفحه 396/
أنبَاء وَآراء
لحضرة صاحب الفضيلة الأستاذ الأكبر مولانا الشيخ محمود شلتوت
شيخ الجامع الأزهر الشريف أطال الله بقاءه.
بعد إهداء السلام وأداء واجبات الاحتراق أعرض لفضيلتكم بأن استلمت صورة فتوى صدرت بتوقيعكم في شأن جواز التعبد بمذهب الشيعة الإمامية، ذيل رسالة نشرها الأستاذ الشيخ محمد تقي القمي السكرتير العام لدار التقريب.
ففي أصل مسألة التقريب وعقيدتي بلزومها يناسب أن أتمثل بقول ابن الفارض رحمه(رحمه الله):
شربنا على ذكر الحبيب مدامة * * * سكرنا بها من قبل أن يخلق الكرم
وقالوا شربت الإثم كلا وإنما * * * شربت التي تركى لها عندي لإثم
فإني تلقيت هذه الفكرة منذ نعومة أظفاري من الأسرة الشافعية التي نشأت فيها، وتربيت بتربيتها الإصلاحية، وبناء على تلك التربية صاهرت مع أسرة إمامية قائلة بلزوم رفع الاختلاف بين الفرق الإسلامية، ورزقنا الله من هذه المصاهرة عدة أولاد كلهم على سيرة الأبويين، نسير ونسعى في تلك الطريقة المثلي، والآن نؤمن ونعتقد كلنا بأن فكرة التقريب هي الطريقة الوحيدة لإيجاد الوحدة والوئام بين هذه الفرق المتبددة، لكنني واجهت في نصوص الفتوى، وما يحوم حولها نوع غموض ألجأني أن أسأل وأستقصي من سماحة أستاذنا الأكبر تبيين مواده، راجيا أن لا تحمل تلك الأسئلة على بعض تعريضات ذكرت في تعليقات بالطبعة الأخيرة من كتاب ((العواصم من القواصم)) في حق بعض المنتمين إلى الأزهر المختلفين إلى دار التقريب، بل أرجو أن تلقى كسؤال عامي مقلد من المفتي عن معنى ما أفتى به، وعن مسائل أخرى تحوم حول الفتوى استرشادا، وها هي مواد الغموض إن تفضلتم بتبيينها فقد رفعتم الحرج عني ولكم الإجر.