ـ(192)ـ
ألهمنا ودعانا إلى التقريب بين المذاهب الإسلاميّة.
وبعد انتصار الثورة الإسلاميّة في إيران بقيادة الإمام الخميني ـ رضي الله عنه ـ طرحت مسألة الوحدة والتقريب، باعتبارهما محوراً للحركة الإسلاميّة في العالم في الوقت الحاضر، وقد خلفه في حمل لواء التقريب بين المذاهب الإسلاميّة اليوم سماحة آية الله السيد علي الخامنئي حفظه الله.
وقد افتتح المؤتمر بخطاب سماحة الشيخ الناطق النوري رئيس مجلس الشورى الإسلامي، حيث بارك ذكرى ميلاد النبي الأكرم ـ صلى الله عليه وآله ـ، والإمام جعفر الصادق (عليه السلام)، وقال:(ليس معنى إيجاد الوحدة هو أن نجمع المذاهب كلها في مذهب واحد يتفق عليه الجميع ونطرح المذاهب الأخرى جانباً،
ولامعناها أن نجعل من المذاهب المختلفة مذهباً جديداً اعتماداً على المشتركات الموجودة بين المذاهب، ولا يدعي دعاة الوحدة التنازل عن بعض متينياتهم من الأصول والفروع في سبيل إيجاد الوحدة، بل أن الهدف هو: أن يقوم المسلمون ومن خلال المشتركات بإيجاد وحدة فيما بينهم.
إن المسلمين لديهم رؤية كونية وثقافة وحضارة ونبي ورب وقبلة وآداب وسنن واحدة يستطيعون بموجبها أن يشكلوا امة واحدة، وأن يقفوا أمام أعداء الله والإسلام، لذا فإن المسلمين ومن أجل الوصول إلى الوحدة يجب أن يتنازلوا عن بعض حقوقهم للوصول إلى حق أعلى.
إن أمير المؤمنين علياً (عليه السلام) يعتبر أول رائد لوحدة المسلمين، وتقدم قبل الجميع لأجل وحدة المسلمين، غض النظر عن حقه لأجل حفظ الإسلام، وكذا سيرة الأئمة الباقين من أهل بيته (عليه السلام)، فمثلاً: كان الإمام الصادق (عليه السلام) يوصي طلا به من الشيعة والسنة بضرورة التقارب، كما أنه في زمان غيبة الإمام المهدي ـ عجّل الله فرجه ـ كان هناك علماء أعلام من رواد التقريب: كالشيخ الطوسي، والمرحوم الفيض الكاشاني، والسيد جمال الدين الحسيني، وآية الله