ـ(160)ـ
1 ـ إعلان المصطفى صلى الله عليه وآله التوحيد لله ـ عز وجل ـ جهاراً منذ أيام حياته الأولى وسخطه على الأوثان والعقلية الوثنية السائدة بين قومه، ونذكر هذه الواقعة التي جرت لـه وهو في سن اثنتي عشرة سنة، حيث جرى بينه وبين الراهب النصراني بحيرا حوار، فسأله الراهب المذكور واستحلفه باللات والعزى فقال صلى الله عليه وآله : "لا تسألني باللات والعزى فوالله ما أبغضت شيئاً بغضهما" (1). إضافة إلى أنّه صلى الله عليه وآله كان منذ مطلع حياته لا يشارك قومه أعيادهم الوثنية مطلقاً (2).
2 ـ كان يؤدي الصلاة منذ سني طفولته الأولى (3). كما كان يلتزم حج بيت الله الحرام قبل دعوته (4).
3 ـ التزامه بأعلى درجات الفضيلة في نفسه وفي تعامله مع قومه، ولهذا سماه قومه بـ " الصادق الأمين".
4 ـ التزامه بالتسمية على الطعام والشراب عند تناولهما، وحمده لله ـ عز وجل ـ بعدهما (5). كذلك كان يعزف عن تناول كلّ ما ذبح على النصب من الأنعام وسواها (6).
إلى هنا نكون قد أعطينا ملامح لدارسة جديدة لسيرة رسول الله صلى الله عليه وآله قبل بعثته بالرسالة الكبرى، آملين أنّ ينفع الله بها المسلمين، خصوصاً من يهتم بدراسة السيرة المطهرة أو كتابتها.
_________________________________
1 ـ بحار الأنوار 15: 410.
2 ـ سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد 2: 201 للشيخ محمّد يوسف الصالحي الشامي.
3 ـ بحار الأنوار 15: 361.
4 ـ تاريخ الطبري 2: 48.
5 ـ بحار الأنوار 15: 360.
6 ـ الوفا بأحوال المصطفى 1: 139 لابن الجوزي برواية أحمد بن حنبل.