ـ(19)ـ
بمشايخه من أهل السنة وتبجيله لهم وترحمه عليهم. وهذا الكتاب هو تفسير أدبي مطول للقرآن الكريم في عشرة أجزاءٍ لم يبق منها ـ مع الأسف ـ سوى جزء واحد طبع في النجف الأشرف قبل عشرات السنين.
وبالرغم من أنّ بغداد قد شهدت على مر التاريخ ـ ولاسيما بعد الإطاحة بالدولة البويهية ومجيء السلاجقة ـ مواجهات ومصادمات علمية وفكرية حادة وعنيفة ربما أسفرت عن اشتباكات دامية أكثر حدة وعنفاً، وبالرغم من المذابح العامة التي تعرض لها شيعة بغداد في أواخر العصر العباسي لكن على المؤرخين من الفريقين أنّ لا يكتفوا باسترجاع شريط هذه الذكريات القاسية المرة ويهملوا الجوانب الإيجابية المفرحة في علاقات الطائفتين، وألوان الاحترام المتبادل الذي كان سائداً في أوساطهم.
وهنا يكمن بيت القصيد والحد الفاصل بين أنصار التقريب بين المذاهب ومعارضيه، إذ من أي زاوية يحكمون على التاريخ الإسلامي؟
وفي العراق مراقد ستة من الأئمة المعصومين، ودار الإمام الثاني عشر للشيعة ومكان غيبته. وكلها تحظى باحترام وتعظيم جميع المسلمين وأهالي العراق.
وهناك الحوزة العلمية التي مر عليها حوالي ألف سنةٍ في النجف الأشرف، وهي ذات سوابق كريمة في تربية آلاف
الفقهاء والمتكلمين والمحدثين والأدباء والشعراء والكتاب، وتأليف آلاف الآثار العلمية في شتى العلوم. وكانت هذه الحوزة ولازالت محط أنظار أتباع أهل البيت ـ عليهم السلام ـ ومحور فخرهم واعتزازهم.
وفي مدن العراق المختلفة مئات المساجد، والحسينيات، والمدارس، ومئات العلماء والمحققين الشيعة. وبنفس النسبة هناك مساجد، ومراكز الصوفية للعبادة والذكر، ومدارس، وجامعات، وحوزات علمية، وعلماء، وأساتذة ومحققون من أهل السنة. وهذه المراكز العلمية بعلمائها مشغولة في التحقيق والتبليغ جنباً إلى جنبٍ ويواصل العلماء حياتهم العلمية ورسالتهم التبليغية متجاورين متآلفين.
وبالإضافة إلى الأماكن الأثرية التي تعود إلى الفرس، وكلدة، وآشور، والأقوام