ـ(232)ـ
2 ـ التخطيط الإسلامي لتحقيق الوحدة الإسلاميّة : فهو تخطيط جامع يخطط للتلاحم في المواقع العملية كما يخطط للتفهم والتفاهم على الصعيد النظري بعد أنّ لم يمكن تصور التلاحم في مجال الرؤى والنظريات المستنبطة.
وعلى أي حال، فغن المجتمعات الإسلاميّة الأولى كانت تتبع أسلوب التقريب بشكل طبيعي، إلاّ أنّ اتساع هوة الخلاف الفكري وتدخل العناصر الغريبة التي حولته إلى صراع عملي وشقاق ونزاع أوجد حاجة لدى الغيارى والمخلصين للإسلام والأمة الإسلاميّة للعمل على إعادة الوئام، وهي الحالة الطبيعية المطلوبة عبر تحقيق هذا التقارب، ورغم أنّ التاريخ يحدثنا عن محاولات جادة من قبل العلماء والمفكرين لتحقيق هذا الهدف وتجاوز مراحل التقاتل الكريه بين المسلمين فإن ذلك لم يتم بشكل منظم إلاّ في العصور الأخيرة، حيث أثمرت جهود المرحوم الإمام البروجردي، والإمام المرحوم الشيخ محمود شلتوت،والمرحوم الشيخ القمي في إيجاد دار للتقريب بين المذاهب الإسلاميّة في القاهرة، إلاّ أنّ هذه المسيرة توقفت بعد نتاج جيد واستقبال حسن لعوامل كثيرة.
ثم أعيدت هذه الحركة على يد سماحة الإمام السيد علي الخامنئي بإنشائه مجمعاً عالمياً للتقريب بين المذاهب الإسلاميّة مما أعطى الحركة روحاً جديدةً ودماء نقية، وبعث في النفوس الأمل الكبير لتجتاز مراحل التقاطع والتنابز والابتعاد المفروضة على المسلمين، فوجدنا استجابات واسعة هنا وهناك لهذه الحركة، وكان مظهرها عقد ندوات دولية من قبل "الأسيسكو"، وأخرى محلية في المغرب والأردن وغيرها، وهاهي تلقى استجابة واسعة في ماليزيا، حيث قامت جمعية العلماء الماليزيين ـ بالتعاون مع بعض المنظمات الإسلاميّة الأخرى ـ بعقد هذه الندوة العالمية، ودعوة مفكرين من مختلف الأقطار، للتحدث فيها حول هذا الموضوع وارتباطه بمسألة الصحوة الإسلاميّة العالمية.
وقد اشترك من الجمهورية الإسلاميّة وفد مكون من: سماحة آية الله الأميني، وسماحة الشيخ التسخيري، والأخت الفاضلة فياض بخش عضوة مجلس الشورى الإسلامي، كما